٤ ـ المشترك
وأنهى الكناش بعقد فصل خاصّ عن الخط والإملاء ، التزم فيه بالشافية لابن الحاجب كما التزم في القسم الرابع (المشترك) بالمفصل للزمخشري فقط (١).
وقد صدّر أبو الفداء عناوين موضوعاته بكلمات (ذكر ـ فصل ـ القول على) (٢) فيقول مثلا : «ذكر الخبر ـ فصل في المقصور والممدود ـ القول على إبدال الواو من غيرها ـ ثم يورد بعد ذكره العنوان «الحدّ» الذي يختاره من الكتب الثلاثة (المفصل أو الكافية أو الشافية) ، من غير أن يشير إلى صاحبه صراحة ، وكان أحيانا ينسبه إلى صاحبه باستعماله لفظة «وقوله» مثال ذلك ما ذكره عن التمييز إذ قال «وهو الاسم النكرة الذي يرفع الإبهام المستقر عن ذات مذكورة أو مقدرة ... وقوله : الإبهام المستقر ، احترز به عن الأسماء المشتركة ... وقوله : «الاسم النكرة إنما هو على المختار وهو مذهب البصريين» (٣) غير أن طريقة إيراد الحد لم تطرد ففي القسم الرابع «المشترك» اختلط كلام أبي الفداء بنصوص المفصل ، وفي الفصل العاشر المعقود للخط امتزج فيه كلام ابن الحاجب في الشافية بكلام أبي الفداء ، ومثل ذلك نلمسه في عدد من الموضوعات النحوية والصرفية المتفرقة (٤).
٤ ـ تميز أسلوبه في الكناش بسهولة التعبير ، وسلاسة الألفاظ ، وانتظامها في تراكيب واضحة ، هادفا من ذلك بيان المسألة النحوية وإبرازها في أوضح صورة وأتمّ بيان ، فيسهب حين يرى الإسهاب لازما ويوجز حين لا فائدة منه ، ويورد ما تتطلبه المسألة حين تكون للمختصين ويعرضها مجردة مما يثقل فهمها حين تكون للمبتدئين ، فجاء الكناش كتابا تعليميا من جهة ، تخصصيا من جهة ثانية.
٥ ـ اهتم أبو الفداء بصنع دوائر وجداول لتوضيح بعض الأحكام النحوية والصرفية من ذلك الدائرة التي رسمها للبدل (٥) والجدول الذي ضمّنه أمثلة نون
__________________
(١) أشار إلى ذلك في الكناش ٢ / ١٥١.
(٢) انظر فهرس الموضوعات ليتضح منه ذلك.
(٣) الكناش ، ١ / ١٨٨.
(٤) انظر الصفحات ١ / ٢٨٢ ـ ٣٤٤. ٢ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ـ ٢٩٩ ـ ٣٠١.
(٥) الكناش ، ١ / ٢٣٧ ، وقد صدر هذه الدائرة بقوله : لم يسبق إليها ، وانظر دائرة الضمائر في الكناش ١ / ٢٤٨ ـ ـ ودائرة الصفة المشبهة ١ / ٣٣٧.