بالفعل ، لزمت العلامة للفعل وأمّا قول الشّاعر : (١)
فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها |
بحذف العلامة من أبقل / وهو مسند إلى ضمير الأرض ، فكان يجب أن يقول : أبقلت ، فمؤوّل بأنّه أراد بالأرض : المكان والموضع ، لا يقال ما ذكرتموه يلزم منه وجوب : طلحة جاءتني ، وجواز : جاءتني طلحة مع كونه اسم رجل لكونه مؤنّثا لفظيّا ، وهو خلاف المشهور ، لأنّا نقول : إنّه قد تقدّم أن المعتبر في تأنيث الأعلام المعنى دون اللفظ ، فحينئذ لا يرد.
وحكم الجمع إذا أسند الفعل إلى ظاهر كحكم المؤنّث غير الحقيقي ـ سواء كان جمع المؤنّث السالم أو الجمع المكسّر ـ مطلقا (٢) في جواز تذكير الفعل وتأنيثه ، نحو : قام الرجال والزينبات ، وقامت الرجال والزينبات (٣) خلا جمع المذكر السالم ، فإنّه لم يجز إلحاق التاء بفعله ، لأن لفظ المذكّر الحقيقي موجود فيه فتقول : جاء المسلمون ليس إلّا (٤) وإلحاق هذه التاء إنّما هو للإيذان بأنّ الفاعل مؤنث وليس بضمير أصلا.
واعلم أنّه يجب تأنيث الفعل إذا أسند إلى ظاهر المثنّى الحقيقي ، فتقول : قامت المسلمتان ليس إلّا ، بخلاف ما إذا أسند إلى ظاهر جمع المؤنّث الحقيقي حيث جاز فيه الأمران ، أعني تذكير الفعل وتأنيثه ، كما تقدّم ، وإنّما كان كذلك ، لأنّ تاء التأنيث سقطت من الواحدة في جمع المؤنّث السالم لئلا يجتمع تأنيثان ، وثبتت في المثنّى ،
__________________
(١) البيت لعامر بن جؤين الطائي ، ورد منسوبا له في الكتاب ، ٢ / ٤٦ وشرح المفصل ، ٥ / ٩٤ وشرح التصريح ، ١ / ٢٧٨ وشرح الشواهد ، ٢ / ٥٣ وخزانة الأدب ، ١ / ٢ وورد من غير نسبة في الخصائص ، ٢ / ٤١١ والمحتسب ، ٢ / ١١٢ وأمالي ابن الشجري ، ١ / ٣٦١ وشرح الكافية ، ٢ / ١٧٠ ومغني اللبيب ، ٢ / ٦٥٦ ـ ٦٧٠ وشرح ابن عقيل ، ٢ / ٩٢ وهمع الهوامع ، ٢ / ١٧١ وشرح الأشموني ، ٢ / ٥٣ وروي في بعض المصادر إبقالها بالضم فلا شاهد فيه حينئذ.
(٢) الكافية ، ٤١٠.
(٣) شرح المفصل ، ٥ / ١٠٣ وشرح التصريح ، ١ / ٢٨٠.
(٤) قال الأشموني ، ٢ / ٥٤ : حق كل جمع أن يجوز فيه الوجهان إلّا أنّ سلامة نظم الواحد في جمعي التصحيح ، أوجبت التذكير في نحو : قام الزيدون ، والتأنيث في نحو : قامت الهندات ، وخالف الكوفيون فجوّزوا فيهما الوجهين.