لأنّه يجوز أن يقال : سعده الله بمعنى أسعده الله (١) وكذلك محبوب (٢) ومحزون فإنه / جاء أحبّه وحبّه ، وأحزنه وحزنه بمعنى (٣) ، وأمّا اسم المفعول من الزائد على الثلاثي مطلقا فصيغته مثل صيغة اسم الفاعل ، إلّا أنّ اسم المفعول يفتح ما قبل آخره فرقا بينه وبين اسم الفاعل نحو : مستخرج ومدحرج بفتح الرّاء فيهما ، وشذّ في هذا الباب ما ورد بخلاف ذلك نحو : أزكمه البرد فهو مزكوم وأحمّه الله فهو محموم ، وأجنّه فهو مجنون ، فإنّ قياس هذه المفاعيل أن يقال : مزكم ومحمم ومجنّ على مفعل مثل مكرم ، لا على مفعول ، لأنها ليست من الثلاثي (٤) وكما شذت هذه المفاعيل كذلك شذّ في أفعالها بناؤها لما لم يسم فاعله من هذه الأفعال كما شذّت أسماء المفاعيل منها ، وأمّا اسم المفعول من الفعل الثلاثي المعتل نحو : قال وباع فسيأتي في المشترك في فصل الإعلال (٥).
واعلم أنه قد يجيء المفعول من الثلاثي على صيغة المصدر نحو : هذا الدرهم ضرب الأمير ، وهذا الثوب نسج اليمن أي مضروب الأمير ومنسوج اليمن ، وقد جاء للمبالغة قليلا على وزن فعلة بضم الفاء وسكون العين نحو : زيد ضحكة غلامه.
واعلم أنّ نحو : محمرّ اسم مفعول ، ومختار اسم مفعول ، موافق في اللفظ لاسم الفاعل ، وهما في التقدير مختلفان ، فاسم الفاعل في التقدير : محمرر بكسر ما قبل آخره ، واسم المفعول في التقدير : محمرر بفتح ما قبل الآخر ، وكذلك تقدير مختار فيهما ، أعني مختير ومختير ، فلمّا جاء الإدغام في محمرّ والإعلال في مختار استوى لفظهما في البابين ، وأمر اسم المفعول في عمله عمل فعله وفي اشتراط
__________________
(١) يقال سعده الله يسعده ، فهو مسعود والأكثر أن يتعدى بالهمزة فيقال : أسعده الله فهو مسعود ويقال : مسعد كأنهم استغنوا عنه بمسعود. انظر الصحاح واللسان ، والمصباح المنير سعد.
(٢) في لسان العرب ، مادة حبب : الحبّ نقيض البغض ، وأحبّه فهو محبّ وهو محبوب على غير قياس هذا الأكثر وقد قيل : محبّ على القياس.
(٣) نقل ابن منظور في مادة حزن عن أبي عمرو قوله : وفي استعمال الفعل منه لغتان : تقول حزنني يحزنني حزنا فأنا محزون ، ويقولون : أحزنني فأنا محزن وهو محزن وانظر المصباح المنير ، حزن.
(٤) الكتاب ٤ / ٦٧.
(٥) في ٢ / ٢٦٩.