الهاء فقال : «وأصله يتّقي فحذفت الياء للجزم ثم ألحقت هاء السكت صار يتّقه ثم سكنت القاف تشبيها لتقه بكتف ، ثم حركت هاء السكت وهي الساكن الثاني لالتقاء الساكنين قال ابن الحاجب وفيه تعسف مع الاستغناء عنه والأولى أن يقال : إن الهاء ضمير عائد على اسم الله وسكنت القاف على ما ذكر بقي ويتّقه من غير اجتماع ساكنين ومن غير تحريك هاء السكت وإثباتها في الوصل» (١).
د ـ أنه أخذ عليه ـ أحيانا ـ في تعريفاته عدم الدقة ، مثال ذلك تعليقه على قول ابن الحاجب في الكافية بأنه يجب تقديم المبتدأ إذا كان الخبر فعلا للمبتدأ نحو : زيد قام» (٢) قال أبو الفداء : «واعلم أنه لو قال : فعلا له مفردا لكان أولى لئلا يرد عليه الزيدان قاما ، والزيدون قاموا ، فإنّ الفعل هنا للمبتدأ ولا يجب تقديم المبتدأ عليه بل يجوز : قاما الزيدان وقاموا الزيدون على أن قاما وقاموا ، خبران مقدّمان» (٣).
١٧ ـ ابن مالك المتوفى ٦٧٣ ه
نقل أبو الفداء رأي ابن مالك عقيب إيراده رأي ابن الحاجب القائل إن المفضل عليه في نحو قولنا : زيد أفضل رجل محذوف وهو الجنس العام أي زيد أفضل رجل من جميع الرجال فأتبعه بالقول «واختيار ابن مالك أن المفضل عليه مذكور وهو النكرة المضاف أفعل إليها والتقدير : زيد أفضل من كل رجل قيس فضله بفضله فحذفت من وكلّ ، وأضيف أفعل إلى ما كان مضافا إليه كل» (٤).
١٨ ـ تقي الدين النيلي من أهل القرن السابع
أ ـ أورد أبو الفداء رأي النيلي حول موضع أسماء الأفعال من الإعراب ، فقال : ولا بدّ لها من موضع من الإعراب لوجود التركيب ، واختيار ابن الحاجب أنّ موضعها رفع بالابتداء وفاعلها المستتر أغنى عن الخبر كما أغنى في : أقائم الزيدان عن الخبر ،
__________________
(١) الكناش ، ٢ / ١٨٩ وإيضاح المفصل ، ٢ / ٣٥٧ وثمة نصوص كثيرة من إيضاح المفصل ، انظرها في الكناش ، ٢ / ٦٢ ـ ٢٩١ ـ ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ـ ٣٢٣.
(٢) الكافية لابن الحاجب ، ٣٧٨.
(٣) الكناش ، ١ / ١٤٣ ـ ١٤٤.
(٤) الكناش ، ١ / ٣٤٦ وشرح التسهيل ، ٣ / ٦٢ وانظر الكناش ، ٢ / ١٤٤.