واختيار تقي الدين النيلي أن موضعها نصب على المصدر كأنه قيل في رويد زيدا : أرود إروادا زيدا» (١).
ب ـ استغرب أبو الفداء ما ذكره النيلي عن كاف الخطاب وأحوالها مع المخاطبين قال أبو الفداء : «وقد نقل النيلي جواز فتح كاف الخطاب في ذلك كلّه وهو غريب ، قال : إن ذلك نقله الثقات من غير إلحاق علامة تثنية ولا جمع ولا غير ذلك بل تفرد وتذكر على كلّ حال» (٢).
١٩ ـ محمد بن الحسن بن محمد الاستراباذي المتوفى ٧١٥ ه
أ ـ اكتفى أبو الفداء بنقل آراء السيد الاستراباذي من ذلك ما نقله عنه في المنادى المبني «والمراد بالمفرد ما لم يكن مضافا ولا مشابها له وقال السيّد : ولا جملة أيضا نحو : يا زيد ويا زيدان ويا زيدون» (٣). ومن ذلك أيضا ما نقله عنه بأنهم «نقصوا الألف من الحارث علما ومن السلم عليكم وعبد السلم ومن ملائكة وسماوات وصالحين ونحوها مما لم يخش فيه لبس» (٤).
وبعد : فلا يخفى أن كل موافقة ومخالفة ينطوي تحتها حديث طويل للنحاة آثرنا عدم بسطه والخوض فيه ، لأن غايتنا بيان الاتجاه النحوي العام لأبي الفداء ، فرأيناه ناظرا في آراء النحويين نظرة العالم المتمكّن من هذه الصنعة المالك لأصولها الملمّ بطرقها ، يوجز أحيانا ويسهب أخرى ، ويحاور النحاة في أحايين أخر ، فيضعف ، ويقوي ، ويرفض ، ويؤيد ، ويختار ما يعتقد أنه الأولى بالأخذ ، والأجدى بالتمسّك به ، وكل ذلك وفق أصول هذه الصناعة ، وبما يتفق مع منهجه العام الذي اختطّه لكناشه وهو الجمع القائم على الاصطفاء والاختيار للاستذكار والتعليم ليغنيه عن كثير من كتب النحو والصرف المطولة.
__________________
(١) الكناش ، ١ / ٢٧٤ وشرح الكافية ، للنيلي ، الورقة ١٦٧ ظ. وشرح الأشموني ، ٣ / ١٩٦.
(٢) الكناش ، ١ / ٢٦٢ وشرح الكافية ، للنيلي ، الورقة ، ١٥٢ و ، شرح التصريح ، ١ / ١٢٨ وحاشية الصبان ، ١ / ١٤٢.
(٣) الكناش ، ١ / ١٦١ ـ ١٦٢ والوافية في شرح الكافية ، للاستراباذي ، الورقة ٧٨ و.
(٤) الكناش ، ٢ / ٣٥٨ وشرح الشافية ، للاستراباذي ، الورقة ، ١٠٤ ظ.