وننتقل الآن إلى بيان بعض الطرق التي انتهجوها لتغطية سرقتهم ، وهي :
أولا : مرّ معنا أن الفئة الباغية قد تأكدت أن هذه النسخة قد قوبلت على المؤلف ، وأنه قد كتب بإزاء بعض العناوين عبارة «بلغ مقابلة على يدي مؤلفه أدام الله أيامه» ، ونقلت الفئة الباغية ما ذكره خيري بن عمر المصري من القول : «ولتعلم أن هذه النسخة هي نسخة المصنف» أقول : إذا كنتم على دراية بذلك كله فلماذا أثبتم في متن المخطوط ما شطب عليه الناسخ ، وجعلتموه من الأصل ، مع أنه لا توجد أية إشارة تفيد أن المؤلف يريده على أن منهجهم هذا لم يطرد فقد تركوا كثيرا مما شطب عليه الناسخ ولم يثبتوه ، ولينظروا على سبيل المثال اللوحات : ٦١ ظ ـ ٩٩ ب ـ ١٣٣ ظ إذ فيها ما هو مشطوب ، ولم يثبتوه ، هذا التذبذب له دلالة واحدة وهي إشعاري بأنهم قد نظروا في المخطوطة ونسخوها؟؟
أقول : إنكم حقا نظرتم في المخطوطة ، غير أن نظركم إليها جاء بعد نسخ رسالتنا ، فأردتم بعد ذلك إظهار المغايرة فلجأتم إلى إثبات بعض ما شطب ، وإلا فبم نفسر الأدلة الدالة على هذه السرقة تلك التي ذكرناها؟؟ ثم هل هذه هي الأمانة العلمية نشوه المخطوطة لنخفي السرقة.
ثانيا : ليت الفئة الباغية اكتفت بذلك بل رأيناها تضع في الهامش ما كتب بجواره كلمة (صح) مع وجود علامة إلحاقية تدل على أنه من الأصل ، من ذلك حديث أبي الفداء عن (لا سيما) الورقة (٤٣) من المخطوطة (٧٩) من الكتاب ، فقد سجلوه في الهامش مع أن العلامة الإلحاقية واضحة ، وكتب الناسخ في نهاية الحاشية كلمة (صح) مرتين واضحتين.
ومما يثير الدهش والاستغراب أيضا ، ويدل على دجل هذه الفئة أنهم صوّروا الورقة الأولى من المخطوطة ، ووضعوها في الكتاب قبل تحقيق النص ، وظهرت في النص العلامة الإلحاقية الموجودة عند كلمة (كتب) من عبارة أبي الفداء : «فهذا الكناش مشتمل على عدة كتب» وفي الحاشية ذكر أبو الفداء الكتب السبعة التي ينوي تأليفها ونفاجأ بالقوم أنهم قد شطبوا هذه الحاشية من الصورة فلم تظهر البتّة ، وفي النص المحقق رأيتهم يثبتون هذه الحاشية في الهامش بلا تعليق ، مع أنهم قرأوا في