الكريم من خلال الظروف القاسية التي مرّت بهم ، والضغوط الصعبة التي أطبقت عليهم ، والأوضاع المعقدة المتحركة في داخل حياتهم ، الأمر الذي يجعل من الإنفاق عليهم إيجاد حالة من التوازن الاجتماعي وتحقيق نوع من التكافل الإنساني بما يحقّق للمجتمع الظروف الطبيعية في سلامته واستقامته وقوته ، بدلا من الاهتزاز الواقعي الناشئ من اختلال الأوضاع الاقتصادية للناس بين إنسان يموت من التخمة وآخر يموت من الجوع.
(وَابْنِ السَّبِيلِ) الذي انقطع به الطريق ، فلم يكن معه مال يستخدمه لقضاء حاجات السفر ، ولم تكن له فرصة في الحصول عليه بأية طريقة ؛ الأمر الذي يفرض على الواقع الإسلامي أن يجد له حلا في إدخاله في دائرة الكفالة الاجتماعية في الحياة العامة.
(وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) مما يمثله فعل الخير من انفتاح الإنسان في حياته على تفجير طاقاته في اتجاه حل مشكلة إنسان هنا وقضاء حاجته هناك ، ورفع مستواه المادي والمعنوي ، وتهيئة الظروف الملائمة لإيجاد واقع الخير والعدل للإنسان ... (فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) فلا يخفى عليه شيء مما يقوم به عباده في السر والعلانية.
* * *