(إِثْمٌ) : الإثم يقارب الذنب وما يشبهه معنى ، وهو حال في الشيء أو في العقل يبطئ الإنسان عن نيل الخيرات. فهو الذنب الذي يستتبع الشقاء والحرمان في أمور أخرى ، ويفسد سعادة الحياة في جهاتها الأخرى.
قال الراغب : الإثم والآثام اسم للأفعال المبطئة عن الثواب .. وقوله تعالى : (فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) أي في تناولهما إبطاء عن الخيرات (١). وأصل الإثم البطء والتأخر.
(الْعَفْوَ) : مأخوذ من الزيادة. ومنه قيل : حتى عفوا ، أي : ازدادوا على ما كانوا عليه من العدد. والمراد به : ما يسهل إنفاقه فلا يبلغ الجهد ـ وهو التوسط في الإنفاق ـ وقيل : هو مأخوذ من الترك من قوله : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) [البقرة : ١٧٨] أي : ترك. ومنه : عفوت لكم عن صدقة الخيل ، أي : تركتها ، فيكون العفو لمتروك لغني عنه.
(تُخالِطُوهُمْ) : المخالطة : مجامعة يتعذر معها التمييز ، كمخالطة الخل للماء وما أشبهه. والخليطان : الشريكان لاختلاط أموالهما. والخليط : القوم أمرهم واحد. والمراد بها في الآية: المعاشرة على نحو التداخل في الواقع الاجتماعي.
(لَأَعْنَتَكُمْ) : الإعنات : الحمل على مشقة لا تطاق ثقلا ، وعنت العظم عنتا : أصابه وهن أو كسر بعد جبر. وأصل الباب : المشقة والشدة.
* * *
__________________
(١) مفردات الراغب ، ص : ٥.