النبوي الشريف ، أتى رجل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يستأمره في النكاح ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم ، انكح وعليك بذوات الدين تربت يداك (١).
(وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا) لأن المؤمنة لا ترتاح لدين المشرك في شركه ، ولا تأمن على دينها معه ، ولا تجد في الزواج به السكينة والطمأنينة الروحية والفكرية ... (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) المشرك في صفاته الجسدية ، والمالية ، والاجتماعية ، للأسباب ذاتها التي ذكرناها في الفقرة السابقة. وقد جاء في الحديث الشريف : «إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه وإن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» (٢).
وللأسرة والأولاد الدور الكبير في علاقة الإنسان بالسلامة الروحية في الدائرة الزوجية الإيمانية. إن الزوج المؤمن يمنعه إيمانه من الإساءة إلى زوجته ، كما أن الزوجة المؤمنة يمنعها إيمانها من خيانة زوجها ، لأن الإيمان يمثل الالتزام العميق بالقيمة الأخلاقية والمسؤولية الشرعية ، بينما لا يملك المشرك أو المشركة مثل هذه القيمة في أخلاقيات الشرك ، لأن الوثنية تغرق صاحبها في المنفعة المادية التي تتحرك بالإنسان هنا وهناك من دون ضوابط ، الأمر الذي يجعل العلاقة الزوجية في حالة اهتزاز دائم ، حيث تخضع المسألة للأخلاقيات الفردية الطارئة لدى هذا الإنسان أو هذه الإنسانة ، وذلك أن الزوج المشرك أو الزوجة المشركة قد يتميزان ببعض الأخلاقيات الذاتية بمحض الصدقة للحالة الطارئة بعيدا عن العمق الروحي.
إن العلاقة الزوجية هي علاقة من الداخل قبل أن تكون من الخارج. وقد أقامها القرآن على المودة والرحمة ، فلا بد لها من قاعدة في الروح تنتج هذين العنصرين الروحيين اللذين يحميان الحياة الزوجية من الاهتزاز والانهيار ،
__________________
(١) التهذيب ج : ٧ ، ص : ٤٠١ ، باب : ٣٤ ، رواية : ٩.
(٢) البحار ، م : ٣١ ، ج : ٨٨ ، ص : ٦٠٤ ، باب : ١١٩ ، رواية : ١٨.