ولذلك كان من الضروري أن يفكر المسلم أو المسلمة بالعناصر الروحية الداخلية التي تثير الإعجاب الإيماني والعقلي بالإضافة إلى العناصر الخارجية.
(أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) لأنهم يدعون إلى الشرك في العقيدة أو العبادة ، الذي لا يغفره الله لصاحبه إلا إذا تراجع عنه ، ويتحركون في حياتهم من دون أية قاعدة فكرية عاصمة من الانحراف الأخلاقي أو الاجتماعي ، مما يدفعهم إلى التمرد على كل القيم الإنسانية المنفتحة على التعاليم الإلهية ، التي ترتفع بالإنسان إلى الدرجات العليا في السمو الروحي الذي يقترب به الإنسان من الله ، وبذلك يستحقون دخول النار فيجرّون معهم أزواجهم وذرياتهم وكل الناس الذين يعيشون معهم ، ويلتزمون بخطّهم الذي يقودهم إلى الضلال المندفع نحو النار.
(وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ) أي بأمره ، من خلال معنى الإيمان الذي ينفتح على الله ، وعلى كل مواقع رضاه ومواقع القرب منه ، الأمر الذي يقود إلى المغفرة في خط التوبة ، وإلى الجنة في خط الإيمان والعمل الصالح ، فيلتقي عليه الناس الذين يلتزمون الإيمان ، ليدخلوا في رحمة الله وجنته ، كما قال الله سبحانه (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد : ٢٣ ـ ٢٤]. وهذا ما ينبغي للإنسان المؤمن أو الإنسانة المؤمنة مراعاته في اختيار الزوجة أو الزوج ، حتى تقوده أو يقودها إلى الجنة لا إلى النار ، ليقتربا من الله ـ سبحانه ـ الذي يهديهم سواء السبيل.
(وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) ليقربهم إليه من خلال تقريبهم إلى الإيمان به من خلال آياته الظاهرة البينة التي تؤدي إلى القناعة ، وترتكز على الحجة الواضحة التي لا تسمح لأي لبس أو اشتباه. وذلك هو دور الآيات ، فإنها تنقذ الإنسان من غفلته ، وتدفعه إلى أن يتذكر كل القضايا الحية