عن الله وعن سبيله ، ومجابهة المؤمنين به ، العاملين بطاعته ، وأرادهم أن لا يعتدوا ، بل أن يواجهوا الموقف بروحية الدفاع عن الحق وعن أصحابه ، ليكون الإسلام هو القوة البديلة ، لأن قوته لا تمثل خطرا على الحياة. بل هي على العكس من ذلك تدفع الخطر عن القيم الأصيلة للإنسان ابتداء من الحفاظ على وجوده الخيّر إلى كل خطوة من خطواته العملية الخيّرة في بناء الحياة.
(وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) إن الكافرين هم الذين بدأوا العدوان والقتال ، فليتحملوا نتائج أعمالهم وعدوانهم ، وليتحرك المسلمون في اتجاه تهديم القوة الطاغية ، وصنع القوة البديلة من مواقع الحق ، وليلاحقوهم حيث وجدوهم ، لأن ذلك هو السبيل لإذلالهم وإضعافهم والسيطرة عليهم ... (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) أي : وجدتموهم ، وأدركتموهم ، وتمكنتم من السيطرة عليهم.
فكل الساحات التي يوجدون فيها هي ساحات حرب شرعية ضدهم ، فلا مأمن لهم في أي مكان ، ولا ملاذ لهم في أي ملجأ ليعيشوا الخوف الدائم الذي لا يترك لهم مجالا للشعور بالأمن في أي موقع من مواقع وجودهم ... إنه قانون المعاملة بالمثل. (وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) فقد اضطهدوا المسلمين وأبعدوهم عن مكة حتى تفرقوا في بلاد الله في هجرات متعددة. فللمسلمين الحق في أن يعاملوهم بمثل ما عاملوهم به ، ولم تكن قضيتهم قضية قتال للمسلمين وإخراجهم من ديارهم ، بل كانت القضية هي ممارسة أقسى أنواع الضغوط ضد المسلمين من أجل فتنتهم عن دينهم تحت تأثير الضغوط الصعبة من التهديد والتعذيب والإغراء والإبعاد والتشريد.
* * *