الحيّ ، فيدفعه إلى أن يحترم مشاعر الآخرين وظروفهم ، فلا يثير معهم القضايا الصعبة من موقع صعوبتها ؛ بل يحاول أن ينفتح معهم على جانب السهولة في الحياة ، من جهة ، في ما يأخذه من الحق الذي له ، وينطلق مع خط العفو والتسامح من جهة أخرى. وبذلك يتحرك الإحسان كخط أخلاقي إسلامي من مواقع الإرادة الطوعية الطبية في الإنسان ، فيخفف من شدة العدل وقسوته ، ليعيش الإنسان بين العدل والإحسان في الأجواء التي تبعث الطراوة حتى في أشد المواقف صعوبة وقساوة ، انسجاما مع التركيب الداخلي للإنسان في شخصيته الباحثة أبدا عن العدل والرحمة في مواقع الحياة.
وكما هو الحال في الآية الأخرى ، عند ما أراد الله أن يرغّب في التقوى بأن الله مع المتقين ، كانت هذه الآية ترغيبا في الإحسان من موقع أن ذلك يحقق للإنسان محبة الله ، فإن الله يحب المحسنين.
* * *