اوجبتم العمل بهما في غيره وترك العمل بالدليل للتشهي غير جائز شرعا.
واما الجواب عن زيادة الصبان وهذره فبان مولى قد عهد كونه بمعنى الأولى شرعا وعرفا ولغة فاما في الشرع فالرواية المتقدمة تشهد به فقد جمع اصحابه وغيرهم على لفظ مولى فيها بمعنى الأولى شرعا ، ومثله في الآيات كثير قال الله تعالى : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) (١) أي اولى بالميراث وقال تعالى : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) (٢) الى الأولى بميراثه من غيرهم ، وكل هذا مما لا نزاع فيه ، واما في اللغة فبوجوه.
الأول : ان أبا عبيدة معمر بن المثنى وهو امام نقلة اللغة العربية قد ذكر : ان مولى بمعنى الأولى ونص عليه وحمل عليه لفظ موالي في الآية المذكورة (٣).
وقال ابو العباس محمد بن يزيد المبرد في كتابه المترجم بالعبارة في صفات الله : اصل تأويل الولي الذي هو اولى اي احق ومثله المولى ، وقال بعد تأويل ذلك بان الله هو مولى الذين آمنوا والولي والمولى معناهما سواء وهو الحقيق بخلقه المتولي لأمورهم ، وقال في كتاب معاني القرآن : «الولي والمولى في كلام العرب واحد» (٤) ، وقال : ابو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف بالمشكل «المولى الولي والمولى الأولى بالشيء» وذكره أيضا غيرهم
__________________
(١) النساء / ٣٣.
(٢) مريم / ٥.
(٣) المجاز لأبي عبيدة ٢ / ٢٥٤ ، واستشهد ببيت لبيد الآتي ، ونقله عنه الرازي في تفسيره ٢٩ / ٢٢٧ ، والعسقلاني في فتح الباري ٨ / ٤٨٢.
(٤) معاني القرآن والعبارة من كتب المبرد التي لم أطلع عليها ، ولكن ما ذكره المصنف عن المبرد منقول في الغدير لشيخنا الأميني ١ / ٣٦١ ، ومما تجدر الاشارة إليه ان الأميني رحمهالله اشبع القول في هذه المسألة في الجزء الأول من الغدير من ص ٣٤٤ ـ ٣٨٣ بما يكفي ويشفي ولم يدع مجالا لأحد الا ان يقرّ بأنّ لفظ (مولى) يراد به لغة الأولى او انه احد معانيه.