العياشي في تفسيره (١) وهو المتفق عليه في الرّواية عن ائمتنا (عليهمالسلام) بين أهل النّقل عنهم ، وهو الأصلح أو أن الله بعث النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) برسالة ضاق بها ذرعا وهاب قريشا فانزل الله عليه الآية لازالة تلك الهيبة وهو المروي عن الحسن البصري (٢) وليس فيه ظهور مخالفة للقول الاوّل لاحتمال ارادته من الرسالة الوجه الاوّل وهو تبليغ ولاية علي (عليهالسلام) ويومي إليه قوله وهاب قريشا اذ لم يرد أن النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) هاب قومه في تبليغ أمر إلّا ولاية علي فانّه خاف منهم أن يكذّبوه فيها وينسبوه الى المحاباة كما جاء في الرّواية عن ابن عباس وجابر بن عبد الله الانصاري برواية الحسكاني والثعلبي ، أو المراد بلغ ما انزل أليك من آيات القرآن وهو مروي عن ابن عباس أيضا وهو محتمل منها ويدخل الاوّل فيه بالعموم لانّ ولاية علي منزلة في الآيات وبالجملة فكافّة المفسّرين قائلون بانّ المراد من (ما انزل) أليك الخصوص ولم ينقل انّها نزلت في الأمر بتبليغ جميع الوحي الّا عن عائشة وليس قولها ممّا يعارض ما ذكرناه مع أن في تصديق روايتها لو خلت عن معارض غاية الاشكال فكيف وقد خالفت جميع الاقوال التي كلّها متفقة على أنّ المراد من الآية الخصوص لا العموم المؤيدة بظهور الآية بل صراحتها في ذلك على أن قولها لا يستلزم العموم لانّ المروي عنها انّ النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لم يكتم شيئا من الوحي للتقيّة ونحن نقول بذلك ونعتقد أنّ النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لم يكتم للتقيّة شيئا من الوحي وانّما كتمه لمصلحة أخرى لأجلها أمر بكتمانه كعدم حاجة النّاس إليه في زمانه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فلم يبيّنه لجميعهم او غير ذلك من المصالح وكلامها لا ينفي ما أثبتناه فانتفى الخلاف عما نقول وآية التّبيين يحتمل فيها ما ذكر عن ابن عبّاس أخيرا في آية التبليغ هو تبيين آيات القرآن أو تبيين
__________________
(١) تفسير العياشي ١ / ٣٣٢.
(٢) نقل رأي الحسن البصري هذا أبو علي في مجمع البيان ١ / ٣٣٢.