(عليهالسلام) فيما رواه ابو نعيم عن انس : (انت تؤدي عنّي وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي) (١) الى غير ذلك ممّا سيأتي مشروحا عند ذكر النصوص على أمير المؤمنين (عليهالسلام) ان شاء الله تعالى وكله مصحح عند الخصوم ، على انهم حيث اعتراض جماعة من محققي الامامية على رواية ابي بكر عن النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) (٢) فقالوا كيف يبيّن النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ذلك لابي بكر ولم يبيّن لاهل الميراث أجابوهم بأنّه اذ بيّن المولّى من بعده فقد بيّن للامّة مع حكمهم بان ولاية المذكور ليست من قبل الرّسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وانما هي من وجه اختيار قوم من الصّحابة وهذا لازم فيما ذكرناه في الوجه الثالث وهنا من أن البيان للعترة بيان لجميع النّاس لا سيّما وولايتهم (عليهمالسلام) كانت بنصّه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عليهم ودلالته واشارته إليهم بصريح القول وواضح المعنى ، وقد علم من جملة ما ذكرناه بطلان ما ادعوه من انّه ليس لله في غير ما نصّ عليه في الكتاب والسنّة من الاحكام حكم معيّن في الوقائع وسلمت مقدّمتنا الحاكمة بنقيض دعواهم من الايراد ، ومن ذلك يتّضح بطلان ما حكموا به من الاستغناء بالاجتهاد في غير المنصوص من الوقائع عن الرجوع الى مستحفظ الاحكام ومستودع الوحي والمخصوص بعلم التّأويل من النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ومن يحلّ محلّه من أطائب ذرّيته المخصوصين من الله بالتفهيم والالهام لبطلان ما بنوا عليه ذلك الحكم المردود من انتفاء حكم الله في جميع الوقائع والحوادث ، وبعد فكيف يجوّز عاقل على ربه الحكيم العليم عدم علمه بكثير من الأمور وانه لا يدري أهي
__________________
(١) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٩.
(٢) صحيح البخاري ٥ / ٨٢ كتاب المغازي باب غزوة خيبر ، وصحيح مسلم ٥ / ١٣٥ كتاب الجهاد والسير.