الحافظ أبو علي الغسّانيّ الجيّانيّ (١). ولم يكن من جيّان ، إنّما نزلها أبوه في الفتية ، وأصلهم من الزّهراء.
رئيس المحدّثين بقرطبة ، بل بالأندلس.
قال ابن بشكوال : (٢) روى عن : حكم بن محمد الجذاميّ ، وأبي عمر بن عبد البرّ ، وأبي شاكر القبريّ عبد الواحد ، وأبي عبد الله بن عتّاب ، وحاتم بن محمد ، وأبي عمر بن الحذّاء ، وسراج بن عبد الله القاضي ، وأبي الوليد الباجيّ ، وأبي العبّاس العذريّ ، وجماعة كثيرين (٣) سمع منهم وكتب عنهم.
وكان من جهابذة المحدّثين وكبار العلماء المسندين ، وعني بالحديث وضبطه ، وكان بصيرا باللّغة ، والإعراب ، والغريب ، والشّعر ، والأنساب ، جمع من ذلك كلّه ما لم يجمعه أحد في وقته. ورحل النّاس إليه ، وعوّلوا في الرّواية عليه. وجلس لذلك بجامع قرطبة.
وسمع منه الأعلام ، وأنبا عنه غير واحد ، ووصفوه بالجلالة ، والحفظ ، والنّباهة ، والتّواضع ، والصّيانة.
قال السّهيليّ في «الرّوض» : حدّثني أبو بكر بن طاهر ، عن أبي عليّ الغسّانيّ ، أنّ أبا عمر بن عبد البرّ قال له : أمانة الله في عنقك ، متى عبرت على اسم من أسماء الصّحابة لم أذكره ، إلّا ألحقته في كتابي الّذي في الصّحابة (٤).
وقال ابن بشكوال (٥) : قال شيخنا أبو الحسن بن مغيث : كان من أكمل من رأيت علما بالحديث ، ومعرفة بطرقه وحفظا لرجاله. عانى كتب اللّغة ، وأكثر من رواية الأشعار ، وجمع من سعة الرّواية ما لم يجمعه أحد. أدركناه ، وصحّح من الكتب ما لم يصحّحه غيره من الحفّاظ. كتبه حجّة بالغة.
__________________
(١) تحرّفت في البداية والنهاية إلى : «الخيالي». و «الجيّاني» : بفتح الجيم وتشديد الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جيّان ، وهي بلدة كبيرة من بلاد الأندلس من المغرب. (الأنساب ٣ / ٤٠٤).
(٢) في الصلة ١ / ١٤٢.
(٣) في الأصل : «مكثرون».
(٤) اسمه : «الاستيعاب في أسماء الأصحاب».
(٥) في الصلة ١ / ١٤٣.