«جُعِلَتْ الخَبَائِثُ في بَيتٍ وَجُعِلَ مِفتَاحُها الكِذْبُ» (١).
ونختم هذا الموضوع ، بحديثٍ عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، حيث جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له : يا رسول الله إنّي إرتكبت في السّر أربع ذنوبٍ ، الزّنا وشرب الخمر والسّرقة والكذب ، فأَيّتَهُنَّ شِئتَ تَركتُها لك ، (لم يكن يريد أن يقلع عنها أجمع ، وإكراماً للرّسول ؛ يريد أن يقلع عن واحدةٍ فقط؟!.
فقال له الرسول صلىاللهعليهوآله : «دَع الكَذِبَ».
فذهب الرجل ، وكلما أراد أن يهمّ بالخطيئة ، يتذكر عهده مع الرسول صلىاللهعليهوآله ، ويقول ربّما سألني ، وعليّ أن أكون صادقاً في الجواب ، فيجري عليّ الحدّ ، وإن كذبت فقد نقضت العهد مع الرسول صلىاللهعليهوآله ، ممّا إضطّره أخيراً لتركها أجمع.
فرجع ذلك الرجل للرسول صلىاللهعليهوآله ، وقال له :
«قَدْ أَخَذتَ عَليَّ السَّبِيلَ كُلَّهُ فَقَد تَركتُهُنَّ أجمع» (٢).
ونستنتج ممّا ذُكر آنفاً : أنّه في كثيرٍ من الموارد ، ولأجل تربية وتهذيب النّفوس والأخلاق ، أو لإصلاح بعضها ، يجب أن نبدأ من الجُذور ، وكذلك الإستعانة بالمقارنات والأخلاق الاخرى المتعلقة بها.
__________________
١ ـ بحارالأنوار ؛ ج ٦٩ ، ص ٢٦٣.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ؛ ج ٦ ، ص ٣٥٧.