وكلّ واحد من هذه العوالم الأربعة ، ذكر له ثلاث مراحل ، فيصبح المجموع إثني عشرةَ مرحلةً ، وبعد تجاوز هذه المراحل الإثني عشر ، يصل السّالك إلى الله ، وإلى عالم الخُلوص والفناء ، والمراحل أو المنازل الإثني عشر هي :
المنزل الأول : الإسلام الأصغر ، والقصد منه هو إظهار الشّهادتين والتّصديق بهما في الظّاهر ، وأداء الوظائف الدينيّة.
المنزل الثاني : الإيمان الأصغر ، وهو عبارة عن التّصديق القلبي والاعتقاد الباطني بكل المعارف الإسلاميّة.
المنزل الثالث : الإسلام الأكبر ، وهو عبارةٌ عن التّسليم في مقابل كلّ حقائق الإسلام ، والأوامر والنّواهي الإلهيّة.
المنزل الرابع : الإيمان الأكبر ، وهو عبارةٌ عن روح ومعنى الإسلام الأكبر ، والّذي ينتقل من مرتبة الطاعة ، إلى مرتبة الشّوق والرّضا والرّغبة.
المنزل الخامس : الهجرة الصّغرى ، وهي الإنتقال من «دار الكفر» ، إلى «دار الإسلام» ، وهي شبيهةٌ بهجرة المسلمين ، من مكّة التي كانت مقرّ للكفار إلى المدينة.
المنزل السّادس : الهجرة الكبرى ، وهي الهجرة والابتعاد عن أهل الذنوب والعصيان ، وعدم الجلوس مع الظّالمين والملّوثين.
المنزل السابع : الجهاد الأكبر ، وهو عبارةٌ عن محاربة جنود الشّيطان ، بالإستمداد من جنود الرّحمان ، وهي جنود العقل.
المنزل الثامن : منزل الفتح والظّفر على جنود الشيطان ، والتّحرر من سلطتهم ، والخروج من عالم الجهل والطّبيعة.
المنزل التاسع : الإسلام الأعظم ، وهو عبارةٌ عن الغلبة على جنود الشّهوة والآمال البعيدة ، فتنتصر العوامل الموقظة الخارجية ، على العوامل الإنحرافيّة الداخليّة ، وهنا يكون القلب ، مركزاً للأنوار الإلهيّة ، والإضافات الرّبانيّة.
المنزل العاشر : الإيمان الأعظم ، وهو الفناء في الله تعالى ، ومرحلة الدّخول في عالم :