٣ ـ وَوَرد عنه عليهالسلام في حديث آخر ، بيان علاقة الغِنى الذّاتي ، وترك الحرص على الامور الدنيوية ، بالعلم والمعرفة ، فقال :
«مَنْ سَكَنَ قلْبَهُ العِلْمُ بِاللهِ سُبحانَهُ سَكَنَهُ الغِنى عَنْ الخَلْقِ» (١).
ومن الواضح أنّ الذي يعيش المعرفة ، بالصّفات الجماليّة والجلاليّة للباري تعالى ، ويرى أنّ العالم كلّه ، هو إنعكاسةٌ أو ومضةٌ ، من شمس ذاته الأزليّة الغنيّة بالذات ، فيتوكل عليه فقط ، ويرى نفسه غنيّاً عن الناس أجمعين ، في إطار هذا التوكّل والاعتماد المطلق على الله تعالى.
٤ ـ وجاء في حديث عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، حول معرفة الله وعلاقتها بحفظ اللّسان من الكلام البذيء ، والبطن من الحرام ، فقال صلىاللهعليهوآله :
«مَنْ عَرَفَ اللهَ وَعَظَمَتَهُ مَنَعَ فاهُ مِنْ الكَلامِ وَبَطْنَهُ مِنَ الحَرامِ» (٢).
٥ ـ وَرَد عن الإمام الصّادق عليهالسلام ، علاقة المعرفة بالخوف منه تبارك وتعالى ، الذي هو بدوره مصدر لكلّ أنواع الفضائل ، فقال :
«مَنْ عَرَفَ اللهَ خافَ اللهَ وَمَنْ خافَ اللهَ سَخَتَ نَفْسَهُ عَنِ الدُّنيا» (٣).
٦ ـ بالنّسبة للعفو وقبول العذر من الناس ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «أَعْرَفُ النَّاسِ بِاللهِ أَعْذَرَهُم لِلنّاسِ وإِنْ لَمْ يَجِدْ لَهُم عُذراً» (٤). (ومن البديهي أنّ هذا الحديث ناظرٌ إلى المسائل الشخصيّة ، لا المسائل الإجتماعيّة).
٧ ـ حول معرفة الله وترك التكبّر ، قال عليهالسلام :
«وَإِنَّهُ لا يَنبَغِي لَمَنْ عَرَفَ عَظَمَةَ اللهِ أنْ يَتَعَظَّمُ» (٥).
٨ ـ حول العلم والعمل ، قال عليهالسلام :
«لَن يُزَّكى العَمَلُ حتّى يُقارِنَهُ العِلْمُ» (٦).
__________________
١ ـ غرر الحكم.
٢ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٢٣٧.
٣ ـ المصدر السابق ، ص ٦٨ ، ح ٤.
٤ ـ غُرر الحِكم.
٥ ـ نهج البلاغة ، الخطبة ١٤٧.
٦ ـ غُرر الحِكم.