(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ...).
وإحدى العوامل لتزيين الأعمال القبيحة في نظر الشّخص ، التّكرار لها ، فهو يُؤثر في نفس وروح الإنسان ، ويغيّر أخلاقه ، والعكس صحيحٌ ، فإنّ تكرار الأعمال الحسنة يصبح ملكةً بالتدريج عند الإنسان ، ويبدّله إلى أخلاقٍ فاضلةٍ ، ولذلك ولأجل تهذيب النّفوس ونمو الفضائل الأخلاقيّة ، نوصي السّالكين في هذا الطّريق ، بالإستعانة بتكرار الأعمال الصّالحة ، وأن يحذروا من تكرار الأعمال السيئة ، فالأوّل هو المعين الناصح للإنسان ، والثاني عدوّ غدّار.
و «الآية الثالثة» : تتحدث عن تزيين سوء أعمال الإنسان أيضاً ، فيقول تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً).
فكما جاء في تفسير الآية السّابقة : فإنّ من العوامل لتزيين سوء الأعمال هو التّكرار ، والتّطبيع عليها ، والتّدريج يؤدّي إلى أن يفقد الإنسان ، الإحساس بِقُبحها ، وسوف يولع بها ويفتخر أيضاً.
واللّطيف أنّ القرآن الكريم ، عند ما يسأل ذلك السّؤال ، لا يذكر النّقطة المقابلة لها ، بصورةٍ مباشرةٍ ، ويفسح المجال للسّامع ، أن يتصور النّقطة المقابلة بنفسه ، ويتفهمها أكثر ، فهو يريد أن يقول : هل أنّ هذا الفرد ، يتساوى مع من يميّز الحق من الباطل في حركة الحياة؟ ، أو هل أنّ هؤلاء الأفراد ، يشبهون الأفراد من ذوي القلوب الطّاهرة ، الذين يعيشون حالة الإهتمام بمحاسبة أنفسهم ، والبعد عن القبائح ...؟.
ويجب الإنتباه ، الى أنّ الله تعالى يقول ، في ذيل الآية مخاطباً رسوله الكريم :
(فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ).
وهو في الحقيقة عقابٌ للّذين يفعلون القبائح ، فيجب أن تكون عاقبتهم كذلك.
وقد جاء في تفسير ، «في ظلال القرآن» : أنّ الباري تعالى إذا أراد أن يهدي الإنسان للخير ، «بسبب نيّته وعمله» ، فيجد في قلبه الحساسيّة والتّوجه الخاص لسوء الأعمال ، فهو دائماً على حذرٍ من الشّيطان والخطأ والزّيغ ولا يأمن الإختبار ، وينتظر المَدد الإلهي دائماً ، وهنا يكون