الإستعانة بالأحاديث التي وردت عنهم عليهمالسلام ، منها :
ما ورد عن الإمام علي عليهالسلام : «مَنْ حاسَبَ نَفْسَهُ وَقَفَ عَلَى عُيوبِهِ ، وَأَحاطَ بِذُنُوبِهِ ، واستَقالَ الذُّنُوبَ وَأَصْلَحَ العُيوبَ» (١).
وأيضاً عنه عليهالسلام : «مَنْ حاسَبَ نَفْسَهُ سَعَدَ» (٢).
وعنه عليهالسلام : «ثَمَرَةُ الُمحاسِبِةِ صلاحُ النَّفْسِ» (٣).
ويقول بعض العلماء في هذا الفن ، إنّ المحاسبة يجب أن تكون شبيهة ، بالمحاسبة بين الشّريكين ، فإذا ما وجد النّفع إستمر معه وبارك في خُطاه ، وإلّا فسيكون ضامناً للخسارة في الحاضر والمستقبل.
وأهمّ رأسمالٍ عند الإنسان : هو عمره ، فإذا ما قضاه بالخير والمنفعة ، فهو الفائز ، ولكنه سوف يعيش الخسارة في إرتكابه لِلذنوب ، فموسم هذه التّجارة هي أيّامه ، وشريكه في المعاملة هو النّفس الأمّارة.
فأوّل ما يطالبها بالفرائض ، فإذا ما أدّتها فليشكر الباري تعالى ، وليبارك خُطاه ، وإذا ما ضيّعت فريضة ما ، فليطالبها بقضائها وإذا كان فيها نقص ، فليجبرها بالنّوافل ، وعند المعصية يطالبها بالتّكفير عنها ، كما يفعل التاجر مع شريكه ، في أتفه الامور والمبالغ التي لا قيمة لها ، كي لا يُغبن في المعاملة ، وخصوصاً أنّ الإنسان ، يواجه عدوّاً لدوداً مخادعاً ، وهو النفس الأمّارة ، وليحاسب نفسه كما تحاسبه الملائكة ، في تداعيات أفكاره ، وخواطر نفسه في قيامه وفي قُعوده ، ولما ذا تكلّم ، ولما ذا سكن؟ ، وهكذا في كلّ ساعةٍ وكلِّ يومٍ ، وعلى كلّ فعلٍ وعملٍ ، وإذا ما تهاون في الأمر ، فسوف تتراكم على قلبه وروحه الذّنوب والعيوب ، والأنكى من ذلك أنّ الإنسان ينسى ما يفعله بسهولةٍ ، ولكنّ الكرام الكاتبين ، لا يغفلون ولا يفترون في عملهم ، فقال الباري تعالى : (أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ)(٤)(٥).
__________________
(١) غرر الحكم
(٢) المستدرك ج ١٢٦ ص ١٥٤
(٣) غرر الحكم
(٤) سوره المجادله الايه ٦
٥ ـ المحجّة البيضاء ، ج ٨ ، ص ١٦٨ ، (مع التلخيص).