٥ ـ ويُستفاد من الرّوايات الواردة ، أنّ كثرة الكلام تزرع القساوة في القلب ، فقد ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام ، حديثٌ يقول فيه : «كانَ المَسِيحُ عليهالسلام يَقُولُ لا تكثروا الكَلامَ في غَيرِ ذِكْرِ اللهِ فَإنَّ الَّذِينَ يكْثِرُونَ الكَلامَ في غَيرِ ذِكْرِ اللهِ قاسِيَةٌ قُلُوبُهُم وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ» (١).
٦ ـ ما ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، أنّه قال : «إِنَّ الصَّمْتَ بابٌ مِنْ أَبوابِ الحِكْمَةِ ، إِنَّ الصَّمْتَ يَكْسِبُ الَمحَبَّةَ إِنَّهُ دَليلٌ عَلَى كُلِّ خَيرٍ» (٢).
فقوله إنّ السّكوت يكسب المحبّة ، لأنّ أكثر المشاحنات والملاحاة ، تصدر عن اللّسان ، والسّكوت يسدّ أبواب الشّر.
٧ ـ السّكوت نجاةٌ من الذّنوب ، ومفتاح دخول الجنة ، فقد ورد في حديثٍ عن الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، قَالَ لِرَجُلٍ أَتاهُ : أَلا أَدُلُّكَ عَلى أَمْرٍ يُدخِلُكَ اللهُ بِهِ الجَنَّةَ؟ ، قَالَ : بَلى يا رَسُولَ الله ، قال صلىاللهعليهوآله : «.... فاصْمُتْ لِسانَكَ إلّا مِنْ خَيرٍ ، أَما يَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ فِيكَ خِصلَةٌ مِنْ هُذِهِ الخِصال تَجُرُّكَ إِلى الجَنَّةِ» (٣).
٨ ـ والسّكوت علامةُ الوقار ، فقد ورد عن الإمام علي عليهالسلام : «الصَّمْتُ يَكْسِبُكَ الوِقارُ ، وَيَكْفِيكَ مَؤُونَةَ الإِعتِذارِ» (٤).
فالثّر ثار كثير الخطأ ، كثير الإعتذار والنّدم ، لما يصدر منه مِنْ شطحات ، من موقع الغفلة والإندفاع العاطفي والإنفعال النّفسي.
٩ ـ وعنه عليهالسلام ، في حديث أوضح وأجلى ، فقال : «إِنْ كانَ في الكَلامِ بَلاغَةٌ فَفي الصَّمْتِ سَلامَةٌ مِنَ العِثارِ» (٥).
فالصّمت قد يكون ، أبلغ من أيّ كلامٍ في بعض الموارد!.
١٠ ـ ما ورد عن الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، أنّه قال : «نِعْمَ العَونُ الصَّمْتُ في مَواطِنٍ كَثِيرةٍ وَإِنْ كُنْتَ فَصِيحاً» (٦).
__________________
١ ـ اصول الكافى ج ٢ ص ١١٤ (باب الصمت وحفظ اللسان ح ١١).
٢ ـ المصدر السابق ص ١١٣.
٣ ـ اصول الكافى ج ٢ ص ١١٣.
٤ ـ غرر الحكم الرقم ١٨٢٧.
٥ ـ المصدر السابق الرقم ٣٧١٤.
٦ ـ ميزان الحِكمة ، مادّة صمت ، ح ١٠٨٢٦.