الإشارات ، «ولحن القول» المقصود في الآية ، هو المعنى الأخير ، وهي الكنايات والتّعبيرات ذات المعاني المتعدّدة ، والحمالة لوجوهٍ.
ففي حديثٍ عن أبي سعيد الخدُري قال :
(لَحْنُ القَولِ بُغْضُهُم عَلي بنَ أَبي طالبٍ ، وَكُنَّا نَعْرِفُ المُنافِقِينَ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ بِبُغْضِهِم عَلي بنَ أَبي طالِبٍ) (١).
ولم تنسَ الروايات حظها في هذا المجال ، فقد وَرد :
١ ـ «ما أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيئَاً إلّا ظَهَرَ فِي فَلَتاتِ لِسانِهِ وَصَفَحاتِ وَجِهِهِ» (٢).
فهذا الحديث يمكن أن يكون أساس الطبّ والعلوم النّفسية ، والحقيقة أنّ اللّسان هو مرآة الرّوح.
٢ ـ وعنه عليهالسلام أيضاً : «الإِنسانُ لُبُّهُ لِسانُهُ» (٣).
٣ ـ وعنه عليهالسلام أيضاً : «قُلْتُ أَربَعاً ، أَنْزَلَ اللهُ تَصدِيقي بِها في كِتابِهِ ، قُلْتُ المَرءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسانِهِ فإذا تَكَلَّمَ ظَهَرَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعالى (وَلَتَعْرِفَنَّهُم فِي لَحْنِ القَولِ) (٤) ، قُلْتُ فَمَنْ جَهِلَ شَيئَاً عاداهُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ ؛ (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ) (٥) ، وَقُلْتُ قِيمَةُ كُلُّ امرِءٍ ما يُحْسِنُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ ، فِي قِصَّةِ طالُوتَ (إِنَّ اللهَ اصطفَاهُ عَلَيكُم وَزَادهُ بَسْطَةً في العِلْمِ والجِسمِ) (٦) ، وَقُلْتُ القَتلُ يُقِلُّ القَتلَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ ، وَلَكُم فِي القِصاصِ حياةٌ يا اولِي الأَلبابِ) (٧)» (٨).
٤ ـ وفي حديثٍ آخرٍ عنه عليهالسلام أيضاً قال : «يُسْتَدَلُّ عَلى عَقْلِ كُلِّ امرِءٍ بِما يَجرِي عَلَى لِسانِهِ» (٩).
__________________
١ ـ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ١٠٦ ، ونقل كثير من أهل الحديث هذه القصة ، كأحمد بن حنبل في الفضائل ، وإبن عبد البر في «الإستيعاب» والذهبي في «تاريخ أوّل الإسلام» وإبن الأثير في «جامع الاصول» ، وغيرها.
٢ ـ نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة ٢٦.
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٨ ، ص ٥٦.
٤ ـ سورة محمد ، الآية ٣٠.
٥ ـ سورة يونس ، الآية ٣٩.
٦ ـ سورة البقرة ، الآية ٢٤٧.
٧ ـ سورة البقرة ، الآية ١٧٩.
٨ ـ بحار الأنوار ، ج ٦٨ ، ص ٢٨٣.
٩ ـ غرر الحكم.