٦ ـ وأيضاً عن هذا الإمام الهمام عليهالسلام ، أنّه قال : «الذِّكْرُ جَلاءُ البَصائِرِ وَنُورُ السَّرائِرِ» (١).
٧ ـ وأيضاً عن إمام المتقين عليهالسلام ، قال : «مَنْ ذَكَرَ اللهَ سُبحانَهُ أَحيَى قَلبَهُ وَنَوَّرَ عَقْلَهُ وَلُبَّهُ» (٢)
٨ ـ وأيضاً عن الإمام نفسه عليهالسلام ، أنّه قال : «إسْتَديمُوا الذِّكْرَ فَإنَّهُ يُنِيرُ القَلبَ وَهُوَ أَفْضَلُ العِبادَةِ» (٣)
٩ ـ وَرد في «ميزان الحكمة» ، عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنّه قال : «اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً خالِصاً ، تَحْيُوا بِهِ أَفْضَلَ الحَياةِ وَتَسْلُكُوا بِهِ طُرُقَ النَّجاةِ» (٤).
١٠ ـ وَوَرد عن الإمام علي عليهالسلام في نهج البلاغة ، في وصيّته المعروفة لإبنه الإمام الحسن عليهالسلام ، أنّه قال : «اوصِيكَ بِتَقوَى اللهِ يا بُنَيَّ! وَلُزُومِ أَمْرِهِ وَعِمارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ» (٥).
١١ ـ وَرد في غُرر الحِكم ، عن مولى الموحدين أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، قال : «ذِكْرُ اللهِ مَطْرَدَةُ لِلشَّيطانِ».
١٢ ـ وَلِحُسن الخِتام ، نَختم هذا البحث ، بحديثٍ عن الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وإن كانت هناك رواياتٌ وافرةٌ لا يسعها هذا المختصر ، قال : «ذِكْرُ اللهِ شِفاءُ القُلُوبِ» (٦).
ونَستلهم ممّا ذُكر آنفاً ، أنّ ذِكر الله تعالى ، له علاقةٌ وثيقةٌ وقريبةٌ جدّاً بتهذيب النّفوس ، فهوُ ينَوّر القلب ، ويجلو الرّوح من عناصر الكِبَر والغُرور والبخل والحَسد ، والأهمّ من ذلك أنّه يطرد الشّيطان الرجيم ، من واقع الإنسان الدّاخلي ، وَيُعيد لِلنفس ثِقتها.
وعلى حدِّ تعبير بعض العلماء الأكارم ، أنّ القلب لا يَخلو من أمرين ، لا يجتمعان في مكانٍ واحدٍ ، فإمّا أن يتّجه لِذكر الله سُبحانه وتعالى ويغذيه بنوره ويطرد منه الظّلمات والشّيطان ، وإمّا أن يكون مَرتعاً ومَلعباً لِلشَيطان الرّجيم ووساوسه ، يوجهه حيث يشاء.
ومن جهةٍ اخرى ، فإنّ الذّات المقدسة هي مصدر لكلِّ الكمالات ، وذكر الله تعالى يُؤدّي
__________________
١ ـ تصنيف دُرر الحِكم ، ص ١٨٩ ، الرقم ٣٦٣١.
٢ ـ المصدر السّابق ، لرقم ٣٦٤٥.
٣ ـ المصدر السّابق ، الرقم ٣٦٥٤.
٤ ـ ميزان الحكمة ، ج ٢ ، ص ٦٩ الطبعة الجديدة.
٥ ـ نهج البلاغة ، الكتاب ٣١.
٦ ـ كنز العمّال ، ح ١٧٥١.