ومن هذا الحديث يُستفاد ، أنّ الإقتِداء بالقُدوة الصّالحة ، يعين الإنسان على إحياء سائر البرامج ، الدينية والمسائل العباديّة الفردية والإجتماعيّة ، وهي إشادةٌ واضحةٌ بدور الولاية ، في مسألة تهذيب النّفوس وتحصيل مكارم الأخلاق.
٣ ـ عن الإمام الصّادق عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأصحابه :
«أيُّ عُرَى الإِيمانِ أَوثَقُ؟ ، فَقَالُوا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، وَقَالَ بَعْضُهُم الصَّلاةِ ، وَقَالَ بَعْضُهُم الزَّكاةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُم الصِّيامُ ، وَقَالَ بَعْضُهُم الحجُّ والعُمْرَةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُم الجِهادُ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله : لَكُلِّ ما قُلْتُم فَضْلٌ وَلَيسَ بِهِ ، وَلَكِنْ أَوثَقُ عُرَى الإِيمانِ الحُبُّ فِي اللهِ وَالبُغْضُ فِي اللهِ وَتَوَلِّي أَولِياءِ اللهِ وَالتَّبَرِّي مِنْ أَعداءِ اللهِ» (١).
وقد حرّك الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، أذهان أصحابه بهذا السّؤال. وهكذا كانت سيرة الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، عند ما كان يريد أن يطرح موضوعاً مهمّاً ، فبعض منهم أبدى جهله ، وبعض منهم قال الصّيام و... ولكن في نفس الوقت ، الذي أكّد رسول الله على أهميّة تلك الامور في الإسلام ، قال : «الحُبُّ فِي اللهِ وَالبُغْضُ فِي اللهِ».
والتّعبير بكلمة : «عُرى» جَمع «عُروة» ، هي بمثابة حلقة الوصل لِلقرب من الله تعالى ، وإشارةٌ إلى أنّ السّلوك إلى الله ، لا يتمّ إلّا من خلال التمسّك بهذه العروة ، والصّعود بواسطتها إلى مراتب سامية من الكمال المعنوي ، وليس ذلك إلّا لأنّ الحبّ في الله والإقتداء بأولياء الله ، عاملٌ مهمٌّ في تسهيل الحركة في جميع إتّجاهات الخير والصّلاح.
وبإحياء هذا الأصل ، سوف تنتعش بقيّة الاصول الدّينيّة ، ولكن مع إهماله وترك العمل به ، فإنّ سائر الاصول ستَضعف وتَموت.
٤ ـ وفي حديثٍ آخر عن الإمام الصّادق عليهالسلام ، أنّه قال لجابر الجُعفي رحمهالله :
«إِذا أَرَدتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيراً فَانظُرْ إِلى قَلْبِكَ فَإنْ كانَ يُحِبُّ أَهْلَ طاعَةِ اللهِ وَيُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ ، فَفِيكَ خَيرٌ وَاللهُ يُحِبُّكَ ، وَإِنْ كانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طاعَةِ اللهِ وَيُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ ،
__________________
١ ـ أصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٥ ، ح ٦.