٥
الأخلاق والحريّة
هناك أبحاثٌ كثيرةٌ ، في مسألة الأخلاق والحريّة ، وهل أنّ الأخلاق تُحدّد وتُقيّد حريّة الإنسان؟ وهل أنّ هذا التّقييد هو في صالح الإنسان أم لا؟
فبإعتقادنا أنّ هذه الأبحاث ، ناشئةٌ من التّفسير الخاطيء لمعنى الحريّة ، ومنها :
١ ـ يُقال : أنّ الأخلاق تقوم بتحديد حريّة الإنسان ، وتعمل على كبت القابليّات في المحتوى الدّاخلي للإنسان.
٢ ـ وتارةً يقولون : إنّ الأخلاق تقمع الغرائز ، وتمنع من تحقّق السّعاد الواقعيّة للفرد ، ولو لم يكن في الغرائز فائدةٌ ، فلما ذا خلقها الله تعالى؟.
٣ ـ وتارةً اخرَى يقولون : إنّ البّرامج الأخلاقيّة ، تخالف فلسفة أصالة اللّذة ، ونحن نعلم أنّ الهدف من الخلق ، هو «اللّذة» التي يريد أن يصل إليها الإنسان.
٤ ـ واخرى يقولون ، وفي النّقطة المعاكسة لها : أساساً إنّ البشر ليس حُرّاً في سلوكه الأخلاقي ، بل هو مجبور وواقع تحت تأثير عوامل كثيرة ، ولذلك فلا تصل النوبّة للوصايا الأخلاقيّة.
٥ ـ وأخيراً يقولون : إنّ الأخلاق مبنيّة على أساس إطاعة الله تعالى ، وهي لا تخلو من الخوف أو الطّمع ، وكلّ هذه الامور تتقاطع مع الأخلاق!