ويمكن أن يُنتقد هذا الكلام من جهتين :
١ ـ التّعبير بالخوف والطّمع ، تعبيرٌ غير صحيح ، والصّحيح أن يُقال ، بأنّ بعض أتباع الأديان ، ولأجل نَيل السّعادة الاخرويّة ، والنّجاة من العقوبات الناشئة من العدل الإلهي ، يتخلّقون بالأخلاق الحسنة ، لكنّه ليس أمراً يخالف الأخلاق ، لأنّه يُبدّل لذّة الحياة الفانية بلذّة الآخرة الباقية ، ويُفدي المصادر الصغيرة بالمواهب الكبيرة.
٢ ـ هل يرتكب الشخص أمراً مخالفاً للأخلاق ، لأنّه لا يكذب ولا يخون ، بدافع من خشيته من فضيحة الكذب والخيانة؟ ، أو ذاك الذي يمتنع من الشّراب ، ويتجنب المادة المخدّرة ، ليحافظ على صحته وسلامته ، هل يكون عمله هذا منافياً للقيم الأخلاقية؟
وكذلك الشّخص الذي يُداري النّاس ويتواضع لهمُ ويعاملهم بأدبٍ وإحترام ، لئلّا يفقدهم ولا يبقى وحيداً فريداً في هذه الدنيا ، فهل يرتكب بذلك عملاً مُخالفاً للأخلاق؟.
والخلاصة : إنّ كلّ عملٍ أخلاقي ، له آثار ومنافع ماديّة في حركة الإنسان والحياة ، ولا يمكن تسميّة تلك الآثار بالطّمع ، وكذلك الحال في الإمتناع ، عن بعض السّلوكيات المشينة والأفعال القبيحة ، لا يمكن أن يعبّر عنه ، بالخوف والجُبن في دائرة الصّفات الأخلاقيّة.