(فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ).
الوارد : هو طالب الماء ومستقيه.
(فَأَدْلى دَلْوَهُ).
أي : أرسل دلوه في البئر.
وقوله (١) : (قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ).
قال بعضهم : بشرى هو اسم ذلك الرجل الذي كان مع المدلي الدلو ، فقال له : (يا بُشْرى هذا غُلامٌ) ؛ كما يقال : يا فلان ، هذا غلام.
وقال بعضهم : هو من البشارة ؛ كأنه قال له : أبشر بهذا الغلام.
وفي بعض القراءات : يا بشراي على الإضافة إلى نفسه ؛ فكأنه بشر نفسه ؛ أي : البشرى لي بهذا الغلام.
ويشبه أن يكون هذا كناية كلام كان هنالك ، لكن لم يبين لنا ذلك ، والله أعلم بذلك ؛ كقوله : (وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) أخبر أنه أقسم ؛ لكن لم [يبين لنا] ما ذلك القسم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً).
قال بعضهم : الإسرار : هو اسم الإخفاء والإظهار جميعا ؛ كقوله : (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) [سبأ : ٣٣] ، أي : أظهروا الندامة ، فإن كان ما ذكر أنه اسم لهما جميعا فكأنه قال : أظهروه بضاعة ؛ فإن (٢) كان على حقيقة الإخفاء والإسرار فهو على الإضمار ؛ كأنه قال : وأسرّوا على ما كان وأظهروا بضاعة لئلا يطلب أصحابهم في ذلك شركة.
(وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ).
أي : عليم بما عمل إخوة يوسف بيوسف ، أو عليم بما عمل السيارة من الإسرار والإظهار ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) أي : باعوه بثمن بخس (دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ).
قال بعضهم : البخس : هو النقصان ؛ أي : باعوه بثمن لا يباع مثله بمثله.
وقال بعضهم : البخس [هو](٣) الظلم (٤) ؛ باعوه ظلما ، وأخذوا ثمنه ظلما ؛ لأنهم
__________________
(١) في أ : وحده.
(٢) في ب : وإن.
(٣) سقط في ب.
(٤) أخرجه ابن جرير (٧ / ١٦٩) (١٨٩٢٦ ، ١٨٩٢٧) عن قتادة ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ١٨) وزاد نسبته لأبي الشيخ عن قتادة.