ويحتمل قوله : (حُكْماً) أي : أعطيناه النبوة ، (وَعِلْماً) : علم الأحاديث وتأويلها ؛ على ما تقدم ذكره.
أو أن يكون إذا أعطاه الحكم أعطاه العلم ، وإذا أعطاه العلم أعطاه الحكم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).
يحتمل : الإحسان في الأعمال ؛ أي : عمل أعمالا حسنة صالحة.
ويحتمل : الإحسان إلى الناس ؛ أي : أحسن إليهم ، أو أحسن إلى نفسه ؛ لا يخلو من هذه الأوجه الثلاثة.
أو أن يكون قوله : (وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أي : كذلك نجزى من أحسن صحبة نعم الله وإحسانه ، وقام بشكر ذلك كذلك ؛ أي : مثل الذي جزى يوسف لا يريد أنه يجزي غيره عين ما جزى يوسف ، ولكن يجزيه جزاء الإحسان.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ).
دل قوله : (فِي بَيْتِها) أن البيت قد يجوز أن يضاف إلى المرأة ، وإن كان البيت في الحقيقة لزوجها ؛ على ما أضاف بيت زوجها إليها.
وقوله : (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ) المراودة : قيل : هي الدعوة والطلبة ، راودته ، أي : دعته إلى نفسها (١).
وقال أهل التأويل : (وَراوَدَتْهُ) أي : أرادته.
(وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ).
قيل : إن هذه كلمة (٢) أخذت من الكتب المتقدمة ، ليست بعربية ، ونحن لا نعرف ما أرادت بها ، لكن أهل التأويل قال بعضهم : هلم لك (٣).
وقال بعضهم : تهيأت لك (٤).
__________________
(١) انظر تفسير البغوي (٢ / ٤١٧) ، والبحر لأبي حيان (٥ / ٢٩٣).
(٢) في أ : الكلمة.
(٣) أخرجه ابن جرير (٧ / ١٧٦ ، ١٧٨) عن كلّ من : ابن عباس (١٨٩٧٧ ، ١٨٩٧٨ ، ١٨٩٧٩ ، ١٨٩٨١) ، وزر بن حبيش (١٨٩٨٠ ، ١٨٩٨٨) ، وعكرمة (١٨٩٨٢) ، والحسن (١٨٩٨٣ ، ١٨٩٨٤ ، ١٨٩٨٦ ، ١٨٩٨٧ ، ١٨٩٨٨ ، ١٨٩٩٦) ، والثوري (١٨٩٩٠).
وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢١) وعزاه لابن مردويه عن ابن عباس ، ولأبي عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق أخرى عن ابن عباس ، ولابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق أخرى عن ابن عباس.
(٤) أخرجه ابن جرير (٧ / ١٧٨) عن كل من : عبد الرحمن السلمي (١٩٠٠١) ، وعكرمة (١٩٠٠٢ ، ١٩٠٠٣ ، ١٩٠٠٤) ، وأبي وائل (١٩٠٠٥).
وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢١) وعزاه لأبي عبيد وابن المنذر وأبي الشيخ عن يحيى بن وثاب ، ولأبي عبيد وابن أبي حاتم عن ابن عباس.