غير ما فهموا في آخر ، فهذا يدل أنه لا يفهم الحكمة والمعنى في الخطاب بحق ظاهر اللسان واللغة ، ولكن بدليل الحكمة المجعولة في الخطاب ، ومن اعتقد في الخطاب الظاهر حسم باب طلب الحكمة [فيه](١) والمعنى ؛ لأنه يجعل المراد منه الظاهر.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) هو ما ذكرنا ، وحفدة اختلف فيه ، قال بعضهم (٢) : الحفدة : الخدم والمماليك.
وقال بعضهم (٣) : الحفدة : ولد الولد.
وقال ابن مسعود (٤) رضى الله عنه : الحفدة : الأختان وروي عنه أنه قال (٥) : الحفدة : الأصهار فالأصهار والأختان عنده واحد ، وقيل (٦) : الحفدة : الأعوان والأنصار [يذكرهم التناقض فيما يأنفون من البنات أن كيف يأنفون عنهن ومنهن يكون لكم الأعوان والأنصار](٧) والأختان في أمر الدنيا.
وقال أبو عوسجة : الحفدة : بنو البنين ، وقال أيضا : الحفدة : الأعوان ، والحافد : المجتهد في العبادة وفي العمل ، يقول : حفد يحفد ، أي : خدم واجتهد ، وقوله : وإليك نسعى ونحفد ، أي : نجتهد.
وقال القتبي : الحفدة : الخدم والأعوان ، يقال : هم بنون وخدم. وقال : أصل الحفد : مداركة الخطو والإسراع في المشي ، وإنما يفعل ذلك الخدم ، فقيل لهم : حفدة ، واحدها : حافد. وقال : ومنه يقال في دعاء الوتر : وإليك نسعى ونحفد. وقال أبو عبيد : وأصل الحفد : العمل. وقال : ومنه الحرف في القنوت : نحفد ، أي : نعمل ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) قال بعضهم (٨) : الطيبات : الحلالات.
وقال بعضهم : الطيبات : أي : كل ما طاب ولان ولطف ، ورزق غيركم من الدواب
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) تقدم أنه قول الحسن.
(٣) قاله ابن عباس ، أخرجه ابن جرير (٢١٧٩٦) و (٢١٧٩٩) ، وابن أبي حاتم عنه ، كما في الدر المنثور (٤ / ٢٣٣).
(٤) أخرجه ابن جرير (٢١٧٦٣) و (٢١٧٦٦) ، والفريابي وسعيد بن منصور والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه ، كما في الدر المنثور (٤ / ٢٣٣).
(٥) أخرجه ابن جرير (٢١٧٧٥).
(٦) قاله مجاهد وأبو مالك ، أخرجه ابن جرير عنهما (٢١٧٨٧) و (٢١٧٩١) ، وانظر : الدر المنثور (٤ / ٢٣٤).
(٧) سقط في ب.
(٨) قاله ابن جرير (٧ / ٦٢٠) ، والبغوي (٣ / ٧٧).