يكن في غيره من طلاق وغيره.
وأمّا قتالنا إياهم ؛ ليسلموا ـ فهو يحتمل وجوها :
أحدها : على المجازاة ؛ كقوله : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) [التوبة : ٣٦] ، فنقاتلهم ليظهروا الإسلام ، وإن لم يعرف حقيقة على المجازاة.
والثاني : قبلنا منهم الإسلام على الإكراه لنقرهم فيما بين المسلمين ؛ فيرون الإسلام ويتعلمون منهم حقيقة ؛ ألا ترى أنه قال : (إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ) [الممتحنة : ١٠] ؛ سمّاهنّ مؤمنات ، ثم أمرنا بامتحانهن ؛ بقوله : (فَامْتَحِنُوهُنَ) ؛ فإنما يمتحنّ ؛ ليظهر حقيقة إيمانهن ، وإلا لم يكن للامتحان معنى لو لا ذلك.
وأصله : أن الله جعل حقيقة الإيمان والكفر بالقلب دون اللسان وغيره من الجوارح ؛ لأن غيره من الجوارح يجوز استعمالها بالإكراه ، وأمّا القلب فإنه لا يملك أحد سواه
__________________
ـ ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٢٥٣) ، وعزاه للطبراني في الأوسط وقال : وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وفيه ضعف.
٦ ـ حديث ابن عمر :
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤ / ١٤٥) ، وأبو نعيم في الحلية (٦ / ٣٥٢) ، والطبراني في الأوسط ؛ كما في مجمع الزوائد (٦ / ٢٥٣) كلهم من طريق محمد بن المصفى عن الوليد ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه».
قال أبو نعيم : غريب من حديث مالك تفرد به ابن مصفى عن الوليد وضعفه العقيلى وأعله بابن مصفى ونقل تضعيفه عن الوليد.
وقال الهيثمي في المجمع (٦ / ٢٥٣) : رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه محمد بن مصفى ، وثقه أبو حاتم ، وفيه كلام لا يضر ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
٧ ـ حديث أبي ذر :
أخرجه ابن ماجه (١ / ٦٥٩) كتاب : الطلاق ، باب : طلاق المكره والناسي ، حديث (٢٠٤٣) من طريق أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أبي ذر مرفوعا.
قال البوصيري في الزوائد (٢ / ١٣٠) هذا إسناد ضعيف ؛ لاتفاقهم على ضعف أبي بكر الهذلي.
قلت : وللحديث علتان أخريان ، ضعف شهر بن حوشب ، والانقطاع بينه وبين أبي ذر.
قال العلائى في جامع التحصيل (ص ـ ١٩٧) : شهر بن حوشب عن تميم الداري وأبي ذر وسلمان رضي الله عنهم ، وذلك مرسل. اه.
وحديث «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان».
صححه الحاكم وابن حبان والضياء والذهبي والنووي في الأربعين (ص ـ ٨٥) فقال : إنه حسن.
وحسنه الحافظ في تخريج المختصر (١ / ٥١٠) ، وقال : وبمجموع هذه الطرق يظهر أن للحديث أصلا.
وتبعه تلميذه السخاوي في المقاصد (ص ـ ٢٣٠). ورمز له السيوطي بالصحة في الجامع الصغير (١٧٠٥).