واحتج أهل المذهب بالآية ، ومنع ذلك أبو حنيفة ، وجواز الإمام يحيى بن حمزة ، وبعض أصحاب الشافعي تسويد الشيب للمحارب ، وقد فعله الحسنان ، وهو يتفرع على هذا استعمال آلة الذهب والفضة ، والزخرفة في العمران ................ (١).
وقيل : القوة في الحصون ، روي ذلك عن عكرمة.
وعن ابن سيرين أنه سئل عمن أوصى بثلث ماله في الحصون؟ فقال : يشتري به الخيل لينفر عليها في سبيل الله ، فقيل : إنما أوصى بالحصون؟ فقال : ألم تسمع قول الشاعر (٢) :
إني علمت على توقّي الردى |
|
أن الحصون الخيل لا مدر القرى (٣) |
وبعده :
إني وجدت الخيل عزا ظاهرا |
|
تنجي من الغمّا ويكشفن الدّجى |
ويبتن بالثغر المخوف طوالعا |
|
ويبين (٤) للصعلوك جمعه ذي الغنى |
والمعنى : علمت أن الحصون التي يتوقّى به العدو الخيل.
وقوله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ) أي : للكفار. وقوله : (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) هم كفار مكة (وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ) قيل : هم اليهود ، وقيل : المنافقين ، وقيل : فارس ، وقيل : كفار الجن.
وفي الحديث : «إن الشيطان لا يقرب صاحب فرس ، ولا دارا فيها فرس عتيق».
__________________
(١) بياض في الأصول بمقدار سطر.
(٢) هو الأسود الجعفي.
(٣) إلى هنا انتهى كلام ابن سيرين.
(٤) وفي نسخة ب (ويبتن).