وإذا قدمنا إن شاء الله صلينا فيه» فلما قفل من غزوة تبوك سألوه إتيان المسجد ، فنزلت عليه ، فدعا بمالك بن الدّخشم ، ومعن بن عدي ، وعامر ابن السكر ، ووحشي قاتل حمزة وقال لهم : «انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه» ففعل وأمر أن يتخذ مكانه كناسة تلقى فيها الجيف والقمامة ، والمعنى بقوله : (ضِراراً) أي : مضارة لإخوانهم أصحاب مسجد قباء ، وقوله : (وَكُفْراً) يعني : تقوية للنفاق.
وقوله تعالى : (وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي : ليفرقوا بين المؤمنين الذين كانوا يصلون في مسجد قباء فأرادوا اختلاف كلمتهم.
وقوله تعالى : (وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ) أي : وإعدادا لمن حارب الله ، وهو الراهب ؛ لأنهم أعدوه له يصلي فيه ويظهروا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقوله تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى) قيل : أراد مسجد قباء ، عن ابن عباس ، والحسن ، وعروة ابن الزبير ، وابن زيد ، ورجحه الزمخشري وقال : لأن الموازنة بين مسجدي قباء أوقع.
وقيل : مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، عن ابن عمر ، وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن ثابت ، والأصم ، وأبي علي.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «هو مسجدي هذا» رواه أبو سعيد الخدري ، وأبي ابن كعب.
وقيل : كل مسجد أريد به وجه الله ، عن أبي مسلم.
ولهذه الآية ثمرات :
الأولى : أن مساجد الكفار لا تكون مساجد ، ولا حرمة لها ، وقد قال المنصور بالله في المهذب : مساجد الباطنية ، والمشبهة ، والمطرفية ،