أنّه قال يوم الأحزاب (١) : اشغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم نارا ، وقال صلىاللهعليهوآله : أنّها الصلاة الّتي شغل عنها سليمان بن داود عليهالسلام حتّى توارت بالحجاب (٢) وفي الكشّاف عن حفصة أنّها قالت لمن كتب لها المصحف : إذا بلغت هذه الآية فلا تكتبها حتّى أمليها عليك كما سمعت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله يقرؤها. فأملت عليه والصلاة الوسطى صلاة العصر منه ولأنها في وسط النهار فكانت أشقّ الصلوات عليهم فكانت أفضل لقوله صلىاللهعليهوآله : أفضل الأعمال أحمزها.
وقيل : إنّها المغرب لأنّها وسط في الطول والقصر من بين الصلوات ، ولأنّها تأتي بين بياض النهار وسواد الليل.
وقيل : إنّها صلاة العشاء لأنّها بين صلوتين لا يقصّران.
__________________
(١) انظر الدر المنثور ص ٣٠٣ ج ١ ونسل الأوطار ج ١ ص ٣٣٥ وغيرهما من كتب التفسير وأخبارهم مع تفاوت يسير في ألفاظ الحديث ، وانظر أيضا مستدرك الوسائل ج ١ ص ١٧١ رواه عن القطب الراوندي في لب اللباب.
(٢) انظر مضمون الحديث في الدر المنثور ج ٥ ص ٣٠٩ والطبري ج ٢٣ ص ١٥٥ وابن كثير ج ٤ ص ٣٣ والخازن ج ٤ ص ٣٩ ولم أجد الحديث في كتبهم مرفوعا إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وإنما هو موقوف على الصحابة ، وانظر من كتب الشيعة أيضا تفسير البرهان ج ٤ ص ٤٧ والبحار ج ٥ ص ٣٥٥ إلى ٣٥٧ ومستدرك الوسائل ج ١ ص ١٧١ وأنكر الإمام الرازي في تفسيره قصة شغل سليمان عن صلاة العصر انظر ص ٢٠٣ إلى ٢٠٦ ج ٢٦ وخلاصة ما ذكره : إن الحق المطابق لألفاظ القرآن أن سليمان أمر بإحضار الخيل وإجرائها لا لأجل الدنيا بل لأمر الله وتقوية دينه وهو المراد بقوله : عن ذكر ربي (يعنى أن هذه المحبة إنما حصلت عن ذكر الله وأمره لا عن الشهوة والهوى) حتى توارت أى الخيل بالحجاب أى غابت عن بصره ثم أمر برد الخيل إليه ، وهو قوله ردوها على فلما عادت طفق يمسح سوقها وأعناقها تشريفا لها لكونها من أعظم الأعوان في رفع العدو أو لإظهار أنه يباشر الأمور بنفسها ضبطا للسياسة أو لكونه أعلم بأحوال الخيل ، وأمراضها وعيوبها من غيره فكان يمسح سوقها وأعناقها حتى يعلم هل فيها ما يدل على المرض فينطبق مع لفظ القرآن ، ولا يلزم محظور ولا منكر.