لأنّا نقول : هذا غير واضح لمكان قول الشافعي فإنّه يذهب إلى اختصاصه في صلاة الصبح وهي الوسطى عنده كما عرفت ، وفيه نظر.
والحقّ أنّ حمل الأمر على الوجوب إنّما هو مع عدم المعارض لا معه وهو هنا موجود كصحيحة البزنطي عن الرضا عليهالسلام إن شئت فاقنت ، وإن شئت لا تقنت (١) ونحوها من الأخبار ، ويؤيّده خلوّ رواية تعليم النبيّ صلىاللهعليهوآله الأعرابي (٢) الصلاة عنه
__________________
(١) انظر التهذيب ج ٢ ص ٩١ الرقم ٣٤٠ والاستبصار ج ١ ص ٣٤٠ الرقم ١٢٨٢ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢ ص ٣٤٤ الرقم ٣٢٣٥.
(٢) انظر نيل الأوطار ج ٢ من ص ٢٧٢ إلى ٢٧٦ وفيه طرق الحديث وألفاظه المختلفة وشرح الخارج عما اشتمل عليه حديث الباب ، والخارج المتفق عليها عن جميع ألفاظه والمختلف فيها ، وشرح أن الحديث هل يدل على وجوب ما ذكر فيه وعدم وجوب ما لم يذكر فيه وانظار علماءهم في ذلك ببسط ، ولابن حجر أيضا بسط كلام في فتح الباري انظر ج ٢ من ص ٤١٩ إلى ٤٢٤ ط مطبعة البابى الحلبي سنة ١٣٧٨.
وروى حديث تعليم النبي الأعرابي أيضا في مستدرك الوسائل ج ١ ص ٢٦٢ عن غوالي اللآلي وهو في جامع أحاديث الشيعة ج ٢ ص ٢٤٥ الرقم ٢٢٦٣ ورواه في الذكرى أيضا مرسلا في المسئلة الاولى من مسائل الركوع.
وحيث إن المصنف سيشير إلى الحديث في المسائل الدينية يناسب لنا نقله لتمام الفائدة ، وننقله بلفظ الذكرى قال في الاستدلال بوجوب الركوع.
ولما روى أن رجلا دخل المسجد ورسول الله (ص) جالس في ناحية المجلس فصلى ثم جاء وسلم عليه فقال : وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ثم جاء فقال له : مثل ذلك فقال له الرجل في الثالثة : علمني يا رسول الله. فقال : إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر. ثم اقرء ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا. ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما. ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا. ثم ارفع حتى تستوي قائما. ثم افعل ذلك في صلوتك كلها.
ومن طريق أهل السنة ننقل الحديث بلفظ البخاري ، وفيه بعد الاسناد : عن أبي هريرة أن النبي (ص) دخل المسجد فدخل رجل فصلى. ثم جاء فسلم على النبي فرد النبي صلىاللهعليهوآله ـ