القانت يجعل باطن كفّيه إلى السماء. أمّا النظر إلى السماء في الصلاة فهو مكروه لما قيل : إنّ المسلمين كانوا يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يفعل ذلك فلمّا نزلت هذه الآية تطأطأ وكان لا يجاوز بصره مصلّاه وروى زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : اخشع بصرك ولا ترفعه إلى السماء (١) ، وفي رواية مسمع أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله نهي أن يغمض الرجل عينيه في الصلاة فيتعيّن لذلك النظر إلى باطن الكفّين ، وفي حال الركوع النظر إلى ما بين الرجلين لقول الباقر عليهالسلام في رواية زرارة مدّ عنقك (٢) وليكن نظرك إلى ما بين قدميك ، وروي حمّاد عنه عليهالسلام غضّ البصر حال الركوع (٣) وحملها الشيخ على رواية زرارة فإنّه إذا نظر إلى ما بين قدميه يتراءى للناظر أنّه غضّ بصره ، ويحتمل العمل بكلّ منهما ، ويكون حال الركوع مخيّرا بين الأمرين.
وكذا يدخل في الخشوع جميع ما ذكره الفقهاء من المستحبّات حال الصلاة كاستعمال الأعضاء على الوجه الّذي أمر به ، وترك المكروهات كالعبث بجسده وثيابه ، والالتفات يمينا وشمالا والتمطّي والتثأب والفرقعة والتشبيك وتقليب الحصى ونحو ذلك ممّا اشتملت عليه الروايات الواردة عن أصحاب العصمة.
وقد روي صحيحا عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إذا قمت في الصلاة فعليك بالاكباب
__________________
ـ ٢٢٥٨ من جامع أحاديث الشيعة ، وقد نقله صاحب المعالم في المنتقى من ص ٤٥٣ إلى ٤٥٥ وذكر فيه تخالف لفظي الكافي والتهذيب في عدة مواضع لكن لم يبينها لقلة الطائل إلا موضعا واجدا في آخر الحديث. فراجع.
(١) هذا جزء الحديث رواه في الكافي والفقيه والتهذيب انظر ص ١٨٧ ج ٢ جامع أحاديث الشيعة الرقم ١٧٥٥ و ١٧٥٦ ورواه صاحب المعالم في المنتقى من ص ٤٦٢ إلى ٤٦٣ مع ذكر مواضع اختلاف ألفاظ الكتب الثلاثة ، واختلاف نسخها. فراجع.
(٢) في الحديث المتقدم من الرقم ٢٢٥٨ جامع أحاديث الشيعة.
(٣) قد مر مصادر الحديث في ص ١٣٠ من هذا الجزء.