على صلوتك (١) فإنّما يحسب لك منها ما أقبلت عليه ، ولا تعبث فيها بيديك ، ولا برأسك ، ولا بلحيتك ولا تحدث نفسك ولا تتثأب ولا تتمطّ ولا تكفّر فإنّما يفعل ذلك المجوس ، ولا تلثم ، ولا تحتفز ولا تفرّج كما يفرّج البعير ، ولا تقع على قدميك ولا تفترش ذراعك ، ولا تفرقع أصابعك فإنّ ذلك كلّه نقصان من الصلاة ، ولا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ، ولا متثاقلا فإنّها من خلال النفاق فإنّ الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعنى سكر النوم ، وقال للمنافقين : وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ، وهل الخشوع بهذا المعنى واجب في الصلاة الظاهر من أصحابنا عدم الوجوب ، وهو قول أكثر الفقهاء من العامّة.
وذهب بعضهم إلى وجوبه ، وقد نقل الغزّالي عن بشر الحافي (٢) أنّه قال : من لم يخشع فسدت صلوته ، وعن الحسن (٣) كلّ صلاة لا يحضر فيها القلب فهي للعقوبة أسرع ، وعن معاذ بن جبل (٤) من عرف من على يمينه وشماله متعمّدا وهو في الصلاة فلا صلاة له.
وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله مرفوعا أنّ العبد ليصلّي (٥) الصلاة لا يكتب له سدسها وعشرها ، وإنّما يكتب للعبد من صلوته ما عقل منها.
وقد يستدلّ على هذا القول بظاهر بعض الآيات كقوله تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ) (٦) والتدبّر لا يتصوّر بدون الوقوف على المعنى وقوله (حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) نهي
__________________
(١) انظر جامع أحاديث الشيعة ج ٢ ص ٢٥٢ الرقم ٢٣٤٢ والمرآة ج ٣ ص ١١٩ وقد أشرنا إليه في ص ٧٦ من هذا الجزء ، واللفظ في نسخ الكافي المطبوع والمرآة فعليك بالإقبال ولم ينقل في المنتقى ص ٤٦٦ ج ١ نسخة الاكباب إلا أن في الجامع نقل نسخة الاكباب.
(٢ و ٣ و ٤ و ٥) انظر إحياء العلوم ج ١ ص ١٤٤ ط المطبعة العثمانية ١٢٨٩ الباب الثالث من أسرار الصلاة ، وروى حديث أن العبد ليصلي في جامع أحاديث الشيعة ج ٢ ص ٢٤٩ الرقم ٢٣٠٩ عن ص ٢٦٤ مستدرك الوسائل عن الغوالي ، وقال الزين في المغني في تخريج الحديث ـ د ـ ن ـ حب ـ من حديث عمار بن ياسر بنحوه.
(٦) النساء ٨٢.