وصلاة الحاجة وغيرها من النوافل ، ولا يخفى أنّ بعضها غير مستحبّ عندنا (١). بل بدعة وقال البيضاوي : في تصدير الأوصاف بأمر الصلاة وختمها به تعظيما لشأنها هذا ، وفي الصحيح عن فضيل (٢) قال : سئلت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله ـ عزوجل ـ (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) قال هي الفريضة قلت (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) قال : هي النافلة ويؤيّد ذلك ظاهر روايات أخر بل ظاهر قوله (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ). الآية فإنّ ظاهرها في الفرائض وهو المتبادر من إطلاقها ، وظاهر البغوي صاحب التفسير في المعالم أنّ المراد بها الفرائض مطلقا قال : كرّر ذكر الصلاة ليبيّن أنّ المحافظة عليها واجبة كما أنّ الخشوع فيها واجب ، وفي التبيان إنّما أعاد ذكر الصلاة تنبيها على عظم قدرها ، وعلوّ رتبتها ، ومنه يعلم ما في الكشّاف.
(أُولئِكَ) أي الجامعون لهذه الأوصاف العظيمة والخصال الكريمة.
(هُمُ الْوارِثُونَ) الأحقّاء بأن يسمّوا وارثا دون من عداهم ممّن يرث مالا فانيا ومتاعا قليلا أو ممّن يدخل الجنّة سواهم كالأطفال والمجانين والفسّاق بعد العفو وإنّما كانوا هم الأحقّاء لاجتماع الصفات الموجبة للإرث فيهم ، والإرث حقيقة ملك ما يتركه الميّت لمن بعده ممّن هو أولى به في حكم الله. ثمّ شبّه به فقيل : فلان ورث علم فلان : أى صار إليه على الاستعارة.
(الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) بيان لما يرثونه بعد ذكره مجملا فخامة وجزالة لإرثهم.
والفردوس البستان الّذي يجمع محاسن النبات وأنواع الثمار ، وقيل : هو البستان الّذي فيه الكرم ، وهل هو عربيّ أو رومي معرّب؟ قولان ، والمراد به الجنّة وقيل : هو اسم الرياض الجنّة ، وقيل : هو جنّة مخصوصة من بين الجنان.
__________________
(١) مثل صلاة الضحى.
(٢) انظر جامع أحاديث الشيعة ج ٢ ص ٢٠ الرقم ١٤٠ عن الكافي ، والتهذيب والمجمع.