هذا مقام قدمي رياح |
|
غدوة حتّى دلكت براح. |
وبراح اسم للشمس ، واللام للتوقيت مثلها في قوله لثلاث خلون.
(إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) أى ظهور ظلامه يقال : غسقت القرحة إذا انفجرت فظهر ما فيها ، وقال ابن عبّاس وقتادة هو بدو الليل ، وفي الصحاح الغاسق الليل إذا غاب الشفق وقيل : غسق الليل شدّة ظلمته ، وفي الكشّاف الغسق : الظلمة ، وهو وقت صلاة العشاء وفي أخبارنا ما يدلّ على أنّه انتصاف الليل كما سيجيء ثمّ إنّا لو حملنا الدلوك على الزوال كان في الآية دلالة على وجوب الصلوات الخمس بأوقاتها : أربع منها ما يعلم ممّا ذكر بناء على أنّ المراد بغسق الليل ظلمته الشديدة الحاصلة عند نصف الليل. فيكون وقت الظهرين إلى الغروب ، ووقت العشائين إلى نصف الليل أو ثلثه على الخلاف وقوله :
(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) إشارة إلى صلاة الصبح ، ويبقى تحديد الأوقات على الوجه المذكور معلوما من الأخبار ، ويؤيّد ذلك ما في صحيحة زرارة قال : سألت أبا جعفر
__________________
ـ وابن دريد في الجمهرة ج ١ ص ٢١٨ العود الأول والصحاح واللسان (ب ر ح) والرازي ج ١٢ ص ٢٦.
وروى دبب وذيب وغدوة وبكرة ووقف وللشمس حتى دلكت براح ، ونقل في اللسان عن ابن الأثير رواية كسر الباء في براح وفتحها عن أبى عبيد ، والأزهري والهروي والزمخشري فعلى الفتح يقال : إن براح بكسر الحاء وضمها اسم للشمس معرفة سميت بذلك لانتشارها ، وعلى الكسر يقال : معناه بالراحة : أى مالت الشمس للزوال حتى صار الناظر يحتاج إذا تبصرها أن يكسر الشعاع عن بصره براحته وعليه فلا دليل في الرجز على كون معنى الدلوك الغروب بل حتى مع رواية فتح الباء أيضا ، وقد صرح عدة من الصحابة وهم أهل اللغة : وكثير من التابعين على كون معنى الدلوك الزوال أو قالوا : معناه الميل فجاز أن يراد به الميل للزوال أو الميل للغروب ، ومع كون المراد الميل للزوال ينتظم صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وسيصرح المصنف أيضا بأن الشعر غير صريح ، وترى حكاية قول الصحابة في التفاسير التي سردناها في أحكام القرآن للجصاص ج ٣ ص ٢٥٣ وتفسير ابن كثير ج ٣ ص ٥٤ والدر المنثور ج ٤ ص ١٩٥ وغيرها.