(وَمَنافِعُ) جمع منفعة وهي ما يحصل من ألبانها وركوب ظهورها والحرث عليها وغيرها من الانتفاعات المذكورة في هذه الآية ، وفيها دلالة على إباحة أخذ اللباس من صوفها وشعرها ووبرها ، وجواز الصلاة فيه بل جميع أنواع الانتفاعات لأنّ الكلام وقع في معرض الامتنان فاقتضى ذلك عموم الانتفاع إلّا ما أخرجه الدليل من عدم جواز السجود عليها ، ولا خلاف في ذلك بين علمائنا ، والأخبار متظافرة به ثمّ عدّ في موضع آخر من هذه السورة نعما. أخر فقال :
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ) أى لانتفاعكم (مِنْ بُيُوتِكُمْ) المأخوذة من الحجر والمدر وغيرهما.
(سَكَناً) أي موضعا تسكنون فيه حال اقامتكم أو تسكن فيه نفوسكم وتطمئنّ إليه.
(وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً) هي القباب المتّخذة من الأدم قال البيضاوي ويجوز أن يتناول المتّخذ من الوبر والصوف والشعر فإنّها من حيث أنّها ثابتة على جلودها يصدق عليها أنّها مأخوذة من جلودها.
(تَسْتَخِفُّونَها) تتّخذونها خفيفة عليكم حملها ونقلها في أسفاركم.
(يَوْمَ ظَعْنِكُمْ) وقت ارتحالكم من مكان إلى آخر ، والظعن بفتح العين وسكونها سير أهل البادية لنجعة ثمّ استعمل في كلّ شخوص لسفر.
(وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ) أي الوقت الّذي تنزلون موضعا تقيمون فيه فلا يثقل عليكم في الحالين.
(وَمِنْ أَصْوافِها) وهي الضأن.
(وَأَشْعارِها) وهي المعز.
(وَأَوْبارِها) وهي الإبل ، والإضافة إلى الأنعام لأنّها من جملتها.
(أَثاثاً) ما يلبس ويفرش من متاع البيت من قولهم : شعر أثيث : أى كثير ، وأثّ البيت يأثّ أثاثا إذا كثر والتفّ ، ولا واحد له كالمتاع.
(مَتاعاً) أي سلعة ينتفعون بها في التجارة.