مطلقا لما روي أنّه صلىاللهعليهوآله قدم عليه وفد من ثقيفة فأنزلهم المسجد ، وردّ بأنّه في أوّل الإسلام. ثمّ نسخ بالآية.
(لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) قيل : المراد به إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون ، وقيل : القتل وسبى الذراريّ والنساء إن كانوا حربا وإعطاء الجزية إن كانوا ذمّة ، وقيل : طردهم.
(وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) بسبب كفرهم وظلمهم ، وقد ذكر بعض أصحابنا في الآية أحكاما : مثل وجوب اتّخاذ المساجد كفاية ، ووجوب عمارة ما استهدم منها ، ووجوب شغلها بالذكر ، واستحباب كلّ واجب كفاية على الأعيان ، ولم يعرف شيء من هذه الأحكام في الآية فضلا عن دلالة الآية عليها ، وهو أعلم بما قال.
السادسة : (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (١).
(ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ) ما كانوا أهل ذلك ولا جاز لهم أو ما صحّ ولا استقام لهم ، والمراد أن ليس لهم عمارة شيء من مساجد الله مطلقا فضلا عن المسجد الحرام الّذي هو صدرها ومقدّمها ، وقيل : هو المراد بخصوصه لقراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب مسجد الله (٢) ، ولعلّه أجمع لكونه قبلة المساجد أو لأنّ كلّ بقعة منه مسجد.
__________________
(١) التوبة ١٧ و ١٨.
(٢) وإليه يشير الشاطبي في منظومته المعروفة الموسومة بحرز الأماني في سورة التوبة.
ويكسر لا ايمان عند ابن عامر |
|
ووحد (حق) مسجد الله الأولا |
وحق رمز الشاطبي لابن كثير وأبى عمرو انظر سراج القاري لابن القاصح ص ٢٢٤ ـ