والحسن (١)
__________________
ـ يكونوا يقبلون كل ما يروى لهم على أنه صواب لا يتطرق إليه شك بل كانوا يحكمون دينهم وعقلهم فما اتفق الدين والعقل صدقوه وما خالف ذلك نبذوه وما سكت عنه القرآن واحتمل الصدق والكذب توقفوا فيه ، وكيف يستبيح ابن عباس لنفسه أن يحدث عن بني إسرائيل وقد كان نفسه من أشد الناس نكيرا على ذلك ، روى البخاري في صحيحه في كتاب الشهادات قبل كتاب الصلح بباب ، وتراه في فتح الباري ج ٦ ص ٢٢٠ الطبعة الأخيرة عن ابن عباس أنه قال : يا معشر المسلمين تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه أحدث الاخبار بالله تقرؤونه لم يشب ، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا. هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ولا والله ما رأينا رجلا منهم قط يسألكم عن الذي أنزل إليكم.
وقد كررت هذا البيت في كثير من المجالس :
مرا درديست اندر دل اگر گويم زبان سوزد |
|
وگر پنهان كنم ترسم كه مغز استخوان سوزد |
لما نرى من اغترار الشبان بما يذكره المستشرقون وافتتانهم بتوسعهم في الصناعات من اختراع السيارات والطيارات ، ويتوهمون أن توسعهم في الصناعات دليل على صحة ما يذكرونه في أخبار الإسلام أيضا ويمشون ورائهم في ذلك وأين أحدهما من الأخر. انظر ترجمة ابن عباس في أسد الغابة ج ٣ ص ١٩٢ والإصابة ج ٢ ص ٣٢٢ الرقم ٤٧٨١ والاستيعاب ذيل الإصابة ج ٢ ص ٣٤٢ وتهذيب الأسماء واللغات ج ١ ص ٢٧٤ الرقم ٣١٢ والدرجات الرفيعة ص ٩٩ وسفينة البحار ج ٢ ص ١٥٠ (ع ب س) وحلية الأولياء ج ١ ص ٣١٤ ونسب قريش ص ٢٦ والطبقات لابن سعد ج ٢ ص ٣٦٥ وتأسيس الشيعة ص ٣٢٢ و ٣٤١ وقاموس الرجال ج ٦ ص ٢ وكتب التواريخ والسير وشروح نهج البلاغة.
(١) هو أبو سعيد الحسن بن أبى الحسن يسار التابعي البصري بفتح الباء وكسرها الأنصاري مولى زيد بن ثابت ، وقيل : مولى جميل بن قطبة ، وامه اسمها خيرة مولاة لأم سلمة ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب ونشأ بوادي القرى وبلغ من السن تسعا وثمانين سنة لقي عدة من الصحابة وسمع خلائق من التابعين توفي سنة عشر ومائة كان من الزهاد ـ