لعبد تطهر في بيته ثمّ زارني في بيتي فحقّ على المزور أن يكرم زائره (١) ، ويمكن أن يراد بالعمارة كلا المعنيين لصلاحيّة اللفظ له وعدم المانع.
السابعة : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) (٢).
(قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) بالعدل وهو الوسط من كلّ أمر المتجافي عن طرفي الإفراط والتفريط وبما ظهر في العقول كونه حسنا.
وقد يستدلّ به على أنّ الله تعالى لا يأمر بالقبح ولا بالمكروه وخلاف الأولى وأنّ الفعل في نفسه قبيح من غير أمر الشارع ونحوه قوله تعالى (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) الآية فقول الأشاعرة : إنّ الحسن مجرّد قول الشارع : افعل ، والقبح مجرد قوله : لا تفعل واضح البطلان ، وعن ابن عبّاس هو قول : لا إله إلّا الله ، ويندرج فيه معرفة الله تعالى بذاته وأفعاله وأحكامه.
(وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ) ليس من عطف الطلب على الخبر ، وإنّما التقدير : قل وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجد : أي توجّهوا إلى عبادة الله مستقيمين غير عادلين إلى غيرها أو أقيموا وجوهكم نحو القبلة الّتي أمر الله بالتوجّه إليها.
(عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) أي في كلّ وقت سجود أو مكانه تعبيرا عن اسم الشيء باسم مكانه أو زمانه ، ويمكن أن يراد به المسجد حقيقة ، والمراد إذا أدركتم الصلاة في مسجد فصلّوا ولا يقول أحدكم : إنّي لا أصلّي إلّا في مسجد قومي ، ويمكن أن يكون المراد اقصدوا المسجد في وقت كلّ صلاة أمر بالجماعة على الندب عند الأكثر وعلى الحتم عند الأقلّ أو المراد اخلصوا وجوهكم لله تعالى في الطاعة ، ولا تشركوا به وتناول غيره ، و
__________________
(١) انظر الوسائل الباب ٣ من أبواب أحكام المساجد الحديث ٥ والمقنع ص ٢٧ ط الإسلامية ، وفي لفظهما اختلاف يسير مع ما حكاه المصنف.
(٢) الأعراف ٢٩.