على حائط المسجد يورد هذه الألفاظ المشهورة فانتبه فقصّ الرؤيا على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إنّه وحي أنده على بلال فإنّه أندى منك صوتا ، وعند أصحابنا أنّه وحي من الله على لسان جبرئيل عليهالسلام (١) روى منصور بن حازم عن الصادق عليهالسلام قال : لمّا هبط جبرئيل عليهالسلام بالأذان على النبيّ صلىاللهعليهوآله كان رأسه في حجر عليّ عليهالسلام فأذّن جبرئيل وأقام فلمّا انتبه رسول الله صلىاللهعليهوآله قال يا عليّ هل سمعت؟ قال : نعم قال : حفظت؟ قال : نعم قال : ادع بلالا فعلّمه فدعا عليّ بلالا فعلّمه (٢) ، وفي رواية أخرى عن الفضيل بن يسار عن الباقر عليهالسلام. قال : لمّا اسرى برسول الله فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة فأذّن جبرئيل وأقام فتقدّم رسول الله صلىاللهعليهوآله وصفّ الملائكة والنبيّون خلف رسول الله ثمّ ذكر الأذان المشهور (٣) فيكون الأذان صادرا من جبرئيل مرّتين. واستدلّ به
__________________
(١) في الذكرى : قال ابن عقيل ، أجمعت الشيعة عن الصادق أنه لعن قوما زعموا أن النبي صلىاللهعليهوآله أخذ الأذان من عبد الله بن زيد فقال : ينزل الوحي على نبيكم فتزعمون أنه أخذ الأذان من عبد الله بن زيد. وفي دعائم الإسلام ص ١٤٢ ط القاهرة دار المعارف : أنه سئل الحسين عليهالسلام عن قول الناس في الأذان إن السبب كان فيه رؤيا عبد الله بن زيد فأخبر بها النبي صلىاللهعليهوآله فأمر بالأذان فقال الحسين (ع) : الوحي ينزل على نبيكم وتزعمون أنه أخذ الأذان عن عبد الله بن زيد والأذان وجه دينكم وغضب ثم قال : بل سمعت أبى على بن أبى طالب ـ رضوان الله عليه وصلواته ـ يقول : أهبط الله ـ عزوجل ـ ملكا حتى عرج برسول الله (ص) وذكر حديث الاسراء بطوله اختصرناه نحن هيهنا قال فيه ، وبعث الله ملكا لم ير في السماء قبل ذلك الوقت ولا بعده فاذن مثنى وأقام مثنى وذكر كيفية الأذان ، وقال جبرئيل للنبي (ص) يا محمد هكذا أذن للصلاة ، ورواه في جامع أحاديث الشيعة ج ٢ ص ٢٠٤ بالرقم ١٩١٤ وفي المستدرك ج ١ ص ٢٤٨.
(٢) رواه في الكافي باب بدء الأذان الحديث ٢ وفي التهذيب ج ٢ ص ٢٧٧ الرقم ١٠٩٩ والفقيه ج ١ ص ١٨٣ الرقم ٢٠٣ وهو في الجامع ص ٢٠٢ ج ٢ بالرقم ١٩١١ وفي المرآة ج ٣ ص ١٢٠ ووصفه المجلسي ـ قدسسره ـ بالحسن ، ولعله لكون إبراهيم بن هاشم في طريقه وقد عرفت صحة أحاديثه عند شرح حديث حماد ص ١٢٨.
(٣) رواه في التهذيب ج ٢ ص ٦٠ الرقم ٢١٠ والاستبصار ج ١ ص ٣٠٥ بالرقم ١١٣٤ وروى شطرا منه في الكافي باب بدء الأذان الحديث ١ وهو في الجامع ص ٢١٩ الرقم ٢٠٦٣ ـ