التمسّك بهما لا يجامع الضلال والشقاق. ثمّ إنّ أصحابنا وإن بيّنوا جهة الدلالة في تضاعيف كتبهم إلّا أنّه لم يتّفق منهم بيان جميع ذلك في كتاب مفرد بالتدوين ليكون
__________________
ـ تضلوا إن تبعتموهما أو إنكم لن تضلوا بعدهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي أحدهما أثقل من الأخر أو كتاب الله حبل ممدود أو كتاب الله فيه الهدى والنور أو الصدق أو كتاب ربي وعترتي وهم أهل بيتي أو وعترتي أهل بيتي وقرابتي أو أهل بيتي ونسبي ، وأنهما لن يتفرقا أو لن يفترقا أو أن لا يفترقا أو أنهما لقرينتان لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا أو فاتقوا الله وانظروا كيف تخلفوني أو تحفظوني فيهما أو فانظروا كيف تلحقوا بي فيهما أو بم أو بما أو ماذا تخلفوني فيهما ، وغير هذه الألفاظ. إلى آخر الحديث أخرجه أكابر علماء المذاهب قديما وحديثا في كتبهم الصحاح والسنن والتفاسير والتواريخ واللغة فلعله يعد من المتواترات بل صرح بتواتره المرحوم آية الله سيد شرف الدين ـ طاب ثراه ـ في المراجعة ٨ من كتابه المراجعات ، وفي غاية المرام للسيد هاشم البحراني ـ قدسسره ـ في باب ٢٨ و ٢٩ من ص ٢١١ إلى ص ٢٣٥ ـ ١٢١ حديثا من طرق الشيعة الإمامية وأهل السنة وسرد في البرهان ج ١ من ص ٩ إلى ص ١٤ ـ ٣٣ حديثا.
وقد خص العلامة آية الله مير سيد حامد حسين ـ أعلى الله مقامه الشريف ـ المجلد الثاني عشر من المنهج الثاني من كتابه عبقات الأنوار بتحقيق هذا الحديث ، وقد طبع بلكهنو وجدد طبعه بايران في ١١٥٩ صفحة في ستة مجلدات فرواه عن جماعة تقرب من مأتين من أكابر علماء المذاهب من المائة الثانية إلى المائة الثالثة عشرة ، ومن الصحابة والصحابيات أكثر من ثلاثين رجلا وامرأة كلهم رووا هذا الحديث الشريف عن النبي (ص).
قال ابن حجر في صواعقه في الفصل الأول من الباب ١١ ص ١٤٨ طبع دار الطباعة المحمدية ١٣٧٥ في تفسير الآية الرابعة ، ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع ، وفي اخرى أنه قاله في المدينة في مرضه وقد امتلأت الهجرة بأصحابه ، وفي اخرى أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي اخرى أنه قال لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر ، ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب والعترة الطاهرة ، وقال أيضا بعيد ذلك ص ١٤٩ ، ثم أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم على بن أبى طالب ـ كرم الله وجهه ـ لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته ومن ثم قال أبو بكر ، على عترة رسول الله ، أى الذين حث على التمسك بهم فخصه لما قلنا ، وكذلك خصه صلىاللهعليهوسلمبما مر يوم غدير خم. انتهى ما أردنا نقله.