مشتملا على وجوه الدلالة في الآيات المتعلّقة بأحكام الدين فحدانى ذلك على أن أجمع كتابا مشتملا على جميع ما يتعلّق بكلّ آية مبيّنا فيه وجوه الدلالة ، ولعمري أنّ من نظر في كتابي هذا بعين الإنصاف ، وجانب سبيل الغيّ والاعتساف علم أنّه عديم النظير ، وأنّه من تأييدات العلىّ القدير. وسمّيته مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام ، والله اسئل سبيل الرشاد وأن يجعله ذخرا ليوم المعاد.
ولنذكر قبل الشروع في المقصود ما لا بدّ من معرفته :
قال الشيخ الطوسيّ ـ رحمهالله ـ (١) في تفسيره الموسوم بالتبيان (٢) فاعلم أنّ الرّواية
__________________
(١) هو شيخ الطائفة على الإطلاق ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق أبو جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسي عماد الشيعة الإمامية محقق الأصول والفروع ، ومهذب فنون المعقول والمسموع صاحب التصانيف التي طبقت الآفاق شهرتها أمثال الاستبصار والتهذيب والفهرست والرجال والتبيان في تفسير القرآن وغيرها تنيف على خمسين كتابا في شتى فنون الإسلام. هو أول من أسس الحوزة العلمية بالنجف له فضل تمصير النجف من شتى نواحي حياته بلغت عدة مشايخه أكثر من خمسين شخصا من أعلام الفريقين أجلهم شيخ الأمة الشيخ المفيد والسيد المرتضى وتضافرت عبارات المؤرخين أن تلاميذ شيخ الطائفة الذين كانوا مجتهدين من الخاصة بلغوا أكثر من ثلاثمائة ، ومن العامة مالا يحصى كثرة تهيبت العلماء في زمانه وبعده إلى أكثر من قرن ونصف القرن عن أن يقتحموه بالنقد والمناقشة فكاد أن يسد باب الاجتهاد عند الشيعة. ولد في شهر رمضان سنة ٣٨٥ وتوفي في ليلة الثاني والعشرين من شهر محرم الحرام في النجف الأشرف في ٤٦٠ ودفن في داره هناك واتخذت مسجدا بعد وفاته حسب وصيته بذلك.
انظر ترجمته في الكنى والألقاب ج ٢ ص ٣٦٢ وريحانة الأدب ج ٢ ص ٣٩٩ الرقم ٧٤٨ وروضات الجنات من ص ٥٥٢ إلى ٥٦٣ ، والاعلام ج ٦ ص ٣١٥ ، ومستدرك الوسائل ج ٣ ص ٥٠٥ ، والكتب الرجالية.
(٢) وفي المجلد الثالث من الذريعة ص ٣٢٨ الرقم ١١٩٧ التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة بقول مطلق الشيخ أبى جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسي المولود ٣٨٥ والمهاجر إلى العراق سنة ٤٠٨ والمتوفى بالنجف سنة ٤٦٠ وصفه في فهرسته عند ذكر تصانيفه بقوله ، وله كتاب تفسير القرآن لم يعمل مثله ، ولكن النجاشي صرح باسمه قال ، وكتاب التبيان في تفسير القرآن ، وقال آية الله بحر العلوم في فوائده الرجالية في وصفه ، إن كتاب التبيان ـ