__________________
ـ الجامع لعلوم القرآن كتاب جليل كبير عديم النظير في التفاسير ، وشيخنا الطبرسي إمام التفسير في كتبه إليه يزدلف ومن بحره يغترف. انتهى ما أردنا نقله من الذريعة.
أقول ، وقد اعترف الطبرسي نفسه في مقدمة المجمع بمكانة هذا الكتاب فقال في ص ١٠ طبع صيدا ج ١ : إنه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق ويلوح عليه رداء الصدق قد تضمن من المعاني الاسرار البديعة واحتضن من الألفاظ اللغة الوسيعة ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها ولا بتنميقها دون تحقيقها وهو القدوة استضيء بأنواره وأطأ مواقع آثاره ، وقد طبع التبيان في إيران بالطبع الحجري وبعده بالنجف في عشر مجلدات تجد ما نقله المصنف هنا في ص ٣ من ج ١ ط إيران.
ومن عجيب الاشتباه ما وقع للحاج خليفة كاتب چلبي مصطفى بن عبد الله المتوفى سنة ١٠٦٧ في كشف الظنون عند ذكره تفسير الطوسي انظر ص ٣١١ ج ١ ط اسلامبول مطبعة العالم سنة ١٣١٠ ونحن ننقله بعين عبارته قال : تفسير الطوسي هو أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي فقيه الشيعة كان ينتمي إلى مذهب الشافعي المتوفى سنة إحدى وستين وخمسمائة سماه مجمع البيان لعلوم القرآن ، واختصر الكشاف وسماه جوامع الجامع ، وابتدء بتأليفه في سنة اثنين وستين وخمسمائة قال السبكى : وقد أحرقت كتبه عدة نوب بمحضر من الناس انتهى ، وفيه من الاشتباهات ما لا يخفى :
فان الشيخ الطوسي لم ينتم إلى مذهب الشافعي قط ، والتناقض بين كونه فقيه الشيعة وكونه ينتمي إلى مذهب الشافعي بين ، وكيف يتصور انضواء الشخصية العملاقة مثل الشيخ تحت أشعة مذهب ربما يتصاغر رائده امام عظمة الشيخ وسعة أفقه وكبريائه العلمي واستقلاله الذاتي في الرأي لم يكن الشيخ مقلدا لأي أحد بل كان مجتهدا مطلقا لا يأبه إلا بما ساعد عليه الدليل واقتضاه البرهان الصادق ، ولقد حاز الثقة التامة من طبقات الشيعة جمعاء في رواية الحديث وتحليله بل نحن نتحدى الحاج خليفة ومن حذا هو حذوه (السبكى في طبقات الشافعية ج ٣ ص ٥١) أن يذكروا للشيخ كلمة أو رأيا أو كتابا يثبت صحة هذه النسبة على كثرة مؤلفاته الأصولية والفقهية ثم إنه كان وفاة الشيخ ـ قدسسره ـ في سنة ٤٦٠ ولذلك قالوا في تاريخ وفاته :
محمد بن الحسن الطوسي أبو |
|
جعفر الشيخ الجليل الأنجب. |
جل الكمالات إليه ينتسب |
|
تنجز الفيض (٤٦٠) وعمره عجب (٧٥) |
ولم تكن سنة ٥٦١ كما ذكره الحاج خليفة ، وكان اسم تفسيره التبيان لا مجمع البيان وإنما كان مجمع البيان لأبي على الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفى ٥٤٨ وكذلك جوامع ـ