لأنّا نقول : تقديم الردّ قد علم وجوبه من الروايات على أنّ الأصل عدم اعتبار الموالاة بحيث ينافي الردّ مع الوجوب فورا ثمّ لا يخفى أن ما اشتغل به من غير الردّ إنّما تبطل به الصلاة إذا وصل إلى حدّ يدخل تحت المبطلات كأن يكون كلاما بحرفين أو حرفا مفهما من غير الأجزاء الواجبة للصلاة أو من الواجبة ولو حرفا غير مفهم ولم يتدارك أو فعلا كثيرا أو قليلا مع عدم التدارك.
وهل يجب في الردّ الإسماع ظاهرهم نعم إلّا أنّ الدليل عليه غير واضح ، وفي صحيحة منصور على ما في الفقيه عنه عليهالسلام قال : إذا سلّم على الرجل وهو يصلّى يردّ عليه
__________________
ـ كلمة الواقفية المذكورة في كلام صاحب القوانين في ذيله ص ٤٧٩ بأنهم الأخباريون الذين يقفون عند الاخبار ولا يتجاوزونها بالاجتهاد أى هم مقابل الأصوليين ، وقسم الإمامية في ص ٤٨٢ في أول مبحث العقل إلى فريقين فريق يقف عند النصوص المروية عن الأئمة لا يعدوها ويتوقف فيما وراءها ، وقد يسمون الواقفية لأنهم يقفون ولا يجتهدون فيما وراء الأخبار المروية عن الأئمة والفريق الثاني : الأصوليون الذين يجتهدون ويستبطون ولا يقفون عند الاخبار بل يبنون عليها ويجتهدون فيما لا نص فيه.
وقد عرفت معنى الواقفية والواقفة عند الشيعة فكان اللازم على الأستاذ أبي زهرة مراجعة كتب الشيعة حتى لا يقع في هذا الخطاء بل الظاهر أنه لم يراجع حتى كتب أهل السنة أيضا وإلا فهذه التسمية لهذه الفرقة مذكورة في كتبهم أيضا انظر مقالات الاسلاميين للأشعري ج ١ ص ١٠٠ والملل والنحل بهامش الفصل ج ٢ ص ٤ والحور العين لنشوان الحميري ص ١٦٤ تراهم يقولون : إن الفرقة التي قالت : إن موسى بن جعفر لم يمت ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا ، وأنه القائم المنتظر تسمى الواقفة أو الواقفية لأنهم وقفوا على موسى بن جعفر ولم يجاوزوه غيره ، وتسمى أيضا الممطورة لأن رجلا منهم ناظر رجلا من القطعية فقال له : لأنتم أنتن أو أهون على من الكلاب الممطورة فلزمهم هذا اللقب.
وقد نبهناك بما لا مزيد عليه في تعليقاتنا على كنز العرفان من ص ٣٥٩ إلى ٣٦٤ ج ٢ أن الأستاذ أبا زهرة ليس له كثير اطلاع بمذاهب أهل السنة وأقوالهم وأخبارهم فمع ذلك كيف يرضى لنفسه أن يقضى في حق الشيعة وأهل مكة أعرف بشعابها فالأخطاء الصادرة منه في الكتاب إنما نشأت عن قلة باعه وعدم السعة في اطلاعه فحرى أن ينشد له البيت المعروف بالفارسية ـ