هو الإسراع ، ويؤيّده قراءة عبد الله بن مسعود (١) فامضوا إلى ذكر الله.
وروى ذلك عن علىّ عليهالسلام وابن عبّاس وهو المروي عن أبي جعفر عليهالسلام وأبي عبد الله عليهالسلام فلا ينافي ذلك كون المستحبّ المضي على سكينة ووقار ، ولعلّ الوجه في التعبير بالسعي الّذي يفيد المبالغة في الذهاب التنبيه على الاعتناء بشأن الفعل ، وأنّه ينبغي أن يبادر إليها بلا توان ، ويؤيّده ما رواه جابر بن يزيد عن أبي جعفر (٢) قال : قلت له قول الله عزوجل (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) قال : اعملوا وعجّلوا فإنّه يوم مضيّق ، وذكر الله الصلاة نفسها.
وقيل : الخطبة ، وفي الآية دلالة على وجوب صلاة الجمعة لمكان الأمر بالسعي إليها الدالّ على الوجوب ، ويؤكّده قوله :
(وَذَرُوا الْبَيْعَ) قيل : المراد المعاملة على الإطلاق.
(ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) أي السعي إلى ذكر الله خير لكم من المعاملة فإنّ نفع الآخرة خير وأبقى من نفع الدنيا.
(إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الخير والشرّ الحقيقيين أو إن كنتم من أهل العلم ، وإنّما خصّ البيع لأنّ فعله كان أكثر لما قيل : إنّهم كانوا يهبطون إلى المدينة من سائر القرى لأجل البيع والشراء ، وظاهر الآية يقتضي وجوب السعي بعد النداء على الفور لا من جهة الأمر لعدم دلالته على الفور كما حقّق في محلّه بل من جهة أنّ الأمر بترك البيع والسعي إلى الصلاة قرينة إرادة المسارعة فيكون كلّما نافاها منهيّا عنه.
وفيه نظر لأنّ البيع حقيقة في المعاوضة الخاصّة ، ويجب حمل اللفظ على
__________________
(١) انظر الروايات في قراءة فامضوا في الدر المنثور ج ٦ ص ٢١٩ وفتح القدير ج ٥ ص ٢٢٣ والمجمع ج ٥ ص ٢٨٨.
(٢) رواه في الكافي باب فضل الجمعة وليلته الحديث ١٠ وهو في المرآة ج ٣ ص ١٦٢ وفي التهذيب ج ٣ ص ٢٣٦ الرقم ٦٢٠ وهو في الوافي الجزء الخامس ص ١٦٢ وللحديث تتمة لم يذكرها المصنف.