__________________
ـ الكثيرة لا فلاح معه مكان لا بقاء ، والفلاح أيضا بمعنى البقاء ، وصل حبال البعيد يعنى تقرب إلى البعيد إذا طلب قربك ، واهجر القريب من نسبك إذا هجرك. والمصاب بالضم المصيبة ، ووزعه يزعه وزعا كفه ومنعه ، والأصل ودعه يقول : ما بال من تتألم لمصيبته وفقره إذا وجد شيئا من الخبر كفه عنك ، واذود عن حوضه مثل للحماية ودفع المكروه عنه. والخدعة بضم الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة بطن من بنى سعد بن زيد مناة بن تميم وهم قومه. وقيل الخدعة في هذا البيت اسم للدهر. ويقال دهر خادع وخدعة ، وهو مجاز. والعماية بفتح العين المهملة : الشدة التي تلتبس منها الأمور يقال : عمى عليه الأمر إذا التبس وأقبل شرع ويلحى يلوم. والغي : الضلال. وفجعه : أصابه بمكروه.
قال البكري في ص ٣٢٨ من سمط اللآلي ، ويروى في هذا الشعر بيت زائد وهو :
قد يرقع الثوب غير لابسه |
|
ويلبس الثوب غير من رقعه |
وروى البيت المستشهد له لا تعاد بدل لا تهين ، ولا تحقرن ولا تذل ، ورواه في الكامل ص ٤٨٠ ، ولا تهين مع الواو ، وروى مكان الفقير الضعيف ، وروى أن تخشع بدل أن تركع قال الآلوسي : زعم العيني وتبعه أناس إن هذا البيت من الخفيف ، وهو وهم كبير : والصواب أنه من المنسرح ، ويدل له القصيدة لكن دخل في أوله الخرم (بالراء) بعد خبنه فصار على وزن فاعلن ، وهذا جائز عند بعضهم وممتنع عند الخليل.
قلت : ولأجل ذلك عاب البكري في التنبيه ص ٤٤ على القالي وأخطأه حيث نقل عن الأصمعي إنشاده : فصلن البعيد إن وصل الحبل. وقال : هذا الإنشاد الذي نسبه إلى الأصمعي لا يجوز لان البيت يكون حينئذ من العروض الخفيف والشعر من المنسرح والأصمعي لا يجهل ذلك.
ثم البيت أنشده في اللسان لغة (ر ك ع) وكثير من التفاسير كالمجمع والتبيان وأبى الفتوح وأبى السعود وفتح القدير عند تفسر الآية ٤٣ من سورة البقرة ، وكنز العرفان عند تفسير الآية ٧٧ من سورة الحج ج ١ ص ١٢٤ والمصنف هنا لبيان معنى الركوع واستشهد بالبيت علماء الأدب لحذف نون التأكيد الخفيفة على خلاف الأصل وهو حذف أول الساكنين وهو غير مدة. فاستشهد به في المغني الباب الخامس حذف نون التأكيد وشروح الألفية ، وجعل العيني عند شرح البيت عليه رمز ظقهع والاشمونى وأوضح المسالك والتصريح وشرح التصريف وشرح الرضى على الشافية ج ٢ ص ٢٣٢ والكافية ج ٢ ص ٤٠٦ ط المطبعة الحاج محرم افندى ١٢٧٥ ـ